قال المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق الليبية، اليوم الثلاثاء، إنه تم وقف القتال على كافة المحاور على الأرض في مدينة سرت (شمال وسط)، وذلك خشية أن يكون لدى تنظيم "داعش" أسرى يستخدمهم دروعا بشرية. وفي تصريحات للأناضول، أفاد "محمد الغصري" بأن "الهدوء الحذر يسود مدينة سرت بعد توقف العمليات في كافة محاور القتال المحاصرة لحي الجيزة البحرية أقصى شمالي المدينة"، مشيرا إلى أن "أغلب أعمال وحدات العملية لا يزال منصب على مساعدة فرق الهندسة العسكرية التي تعمل على تأمين الأحياء المحررة أخيرا ونزع الألغام المزروعة فيها". وبشأن أسباب توقف العمليات العسكرية في سرت، قال "الغصري": "إننا لا زلنا نتحقق من فرضية أسر داعش لعدد من الأسر الليبية لاتخاذهم دروعا بشرية لاسيما". وأضاف أن "بلاغات من الأهالي أفادت بأن عناصر داعش أجبرت فتيات ليبيات على الزواج منهم ونقلهم إلى مقراتهم قبل أن تنقطع أخبارهن قبيل بدء حملتنا العسكرية". وفي تصريحات سابقة اليوم، قال المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص" إن "عدد المعتقلين لدى داعش يقدر ما بين 90 إلى 100 مواطن من داخل المدينة أو خارجها ممن اعتقلوا أو اختطفوا على فترات متفاوتة، منذ سيطر التنظيم على المدينة قبل عام، وسط ترجيحات، تفيد بنقلهم إلى آخر معقل لداعش في حي الجيزة"، آخر مواقع التنظيم في المدينة. على صعيد متصل، قال "الغصري" إن مفتي تنظيم "داعش" في سرت "حسين الكرامي" قتل خلال القتال الذي دار يوم أمس الإثنين في الحي الأول الذي سيطرت عليه القوات، فيما نشرت غرفة عملية "البنيان المرصوص"، على صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك" صورا تظهر جثة "الكرامي". وحسين الكرامي (29 عاما) من مواليد بنغازي (شرق)، وهو أحد المتهمين بالهجوم على مقر القنصلية الأمريكية في المدينة نفسها في سبتمبر 2012، والمشاركة في مقتل السفير الأمريكي "كريس ستيفنز"، قبل أن يغادر بنغازي إلى سرت ليعلن عن تأسيس جماعة "أنصار الشريعة" فيها في ذات العام، ولتتناقل مواقع مقربة من "داعش" خلال عام 2015 صور "الكرامي" واصفة إياه ب"مفتي ولاية طرابلس". وأشار "الغصري" إلى أن "داعش فقد أغلب مقاتليه وقادته وانحصر وجوده في حي الجيزة البحرية، بالإضافة لوحدة سكنية أقصى شمال الحي الثالث"، لافتا إلى أن عملية القضاء عليه لا تستغرق ساعات إلا أن تدابير عسكرية تحول دون إتمام العملية . وتستعد قوات عملية "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق الليبية، لاقتحام آخر جيوب تنظيم "داعش" في سرت، وذلك في منطقة عمارات الجيزة البحرية، شمالي المدينة، فيما لا يزال أهالي المدينة يتساءلون عن مصير أبناءهم المعتقلين في سجون "داعش". وانطلقت عملية "البنيان المرصوص" في مايو الماضي؛ بهدف إنهاء سيطرة "داعش"، على سرت، عبر ثلاث محاور هي (أجدابيا – سرت) و(الجفرة – سرت) و(مصراتة – سرت). وسيطر "داعش" على مدينة سرت (450 كم شرق طرابلس) في مايو 2015 قبل طرده مؤخراً من عدد من المواقع في المدينة .