هو ده! كان هذا رد فعلى عندما سمعت أول جملتين من الشيخ يعقوب على قناة الناس فى برنامج فضفضة، وقالت لى زوجتى، ولكنه يتكلم فى اتجاه آخر غير الذى يتكلم فيه الناس، فقلت لها أراه الاتجاه الصحيح وهذا بالضبط ما كتبته يوم الخميس على ال"فيس بوك". وضرب الشيخ مثلا أراه الأقرب لواقعنا وهو أن الخيمة التى أنت فيها تحترق، وبها "أهلك وأصدقاءك وجيرانك وأبناء بلدك نائمون"، هل تترك النار تأكلهم وتذهب لتبحث عن الطرف الثالث الذى أشعل النار؟ أم أن الحل الأوقع هو أن توقظهم؟. لخص الشيخ يعقوب المشكلة والحل فى كلمة واحدة وهى "البيت"، وقال يبدو أننا فى حاجة لأن نعيد تقديم برنامج "كيف وأخواتها"، برنامج كان يتكلم فيه الشيخ عن كيفية بناء البيت المسلم، وقال الشيخ إن العشق والتعلق بغير الله ينافى التوحيد، ونقل عن شيخ الإسلام، أنه قال "إنما وقعت امرأة العزيز فى العشق لأنها كانت مشركة ونجا منه يوسف لأنه كان موحدا"، انتهى كلام الشيخ يعقوب. وأضيف نعم يا شيخ, البيت الذى خرج منه القاتل والمقتول وجندى الشرطة والجيش, البيت الذى لم يسمع فيه حديث، "لايزال المسلم فى فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما"، وحديث "لو أن أهلَ السماءِ وأهل الأرضِ اشتَرَكُوا في دمِ مُؤْمِنٍ لأكَبَّهُم اللهُ في النَّارِ"، والأهم هو حديث "تلاحى رجلان أحدهما من المهاجرين والآخر من الأنصار فقال المهاجرى يا المهاجرين وقال الأنصارى يا الأنصار، فخرج النبى صلى الله عليه وسلم غاضبا، وقال أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، دعوها فإنها منتنة، دعوها فإنها منتنة، حتى قال عمر جثيت على الأرض مخافة أن ينزل عذاب مما أرى فى وجه النبى من الغضب". أرى أن الخيمة مازالت تحترق، ومازالت النار على استعداد أن تأكل المزيد من المصريين، والحل هو أن يستيقظ الجميع من النوم لإطفاء النار أولا، ثم البحث بعد ذلك عن من أشعلها، وإن كنت أظن أننا سنكتشف أن نومنا هو سبب نشوب النار فى الخيمة. على الجميع أن يعلم أن له نفسا واحدة، سيسأله الله عنها يوم القيامة، "عبدى فيما قتلت"، وأن كل أب وأم سيسأله الله ،"فيما قتل ابنك"، وأن المقتول سيأتى ممسكا بالقاتل ورقبته تقطر دما، ويقول "يارب سل عبدك هذا فيما قتلنى"، ولا أعتقد أن أحدا يحب أن تكون إجابته على غرار قَتلت أو قُتلت "تشجيعا للمصرى"، "تشجيعا للأهلى"، "حمية لبورسعيد"، "حمية للإخوان"، "حمية للسلفيين"، "حمية ل6 إبريل"، "دفاعا عن مبارك"، "دفاعا عن المشير"، نعوذ بالله من الخذلان. كنت دائما أتحسر عندما أتخيل كم الوقت والجهد والمال والتقوى، الذى سيحققه المصريون لو تخلوا عن الثلاث بدع الكبرى، "التدخين والكرة والغناء"، وأرى هذا الثلاثى مرادفا لذلك الذى علمونا إياه منذ المرحلة الابتدائية أنه سبب تخلفنا "الجهل والفقر والمرض"، أو ربما يكون نتيجة له. محمد عبد العزيز - مهندس تخطيط