قال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، إن الكنسية القبطية أوفدت وفدًا رسميًا مكون من الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، والأنبا يوسف أسقف الولاياتالمتحدةالأمريكية، والأنبا بيمن أسقف نقادة ومنسق العلاقات المصرية الإثيوبية، وذلك بناء على طلب من الكنيسة الإثيوبية بخصوص إجراء ترميم وإصلاحات بدير السلطان بمدينة القدس، وتستمر الزيارة لمدة خمسة أيام. وأكد حليم، أن الزيارة بناءً على طلب من الجانب الإثيوبي للكنيسة المصرية لحضور إجراء بعض الترميمات بالدير، وبحسب الاتفاق يجب حضور الأقباط أثناء الترميمات. ويحضر الزيارة أيضاً الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى، والقائم بأعمال السفير المصري والسفير الإثيوبي في إسرائيل. وحول الاعتراضات والانتقادات التي وجهها البعض للزيارة، مُتهمين الكنيسة المصرية بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي وفتح الباب أمام المصريين المسيحيين لزيارة الأراضي المقدسة بالقدس فيما بعد، قال متحدث الكنيسة إن الزيارة تعد "مُهمة عمل كنسية" فقط لا غير، ومتعلقة بأعمال الترميمات بدير السلطان بالقدس، وليست زيارة للأراضي المقدسة لوصفها بالتطبيع كما يُردد البعض. وأكد أن الكنيسة المصرية متمسكة بموقفها بحظر زيارة المسيحيين للقدس، وعقب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، أصدر البابا شنودة الثالث قرارا باستمرار منع الأقباط من زيارة القدس، لأن المسلمين إخواتنا ولا يمكن أن ندخل القدس من دونهم. بالجدير بالذكر أن دير السلطان تم بناؤه في عهد الوالي المصري منصور التلباني عام 1092م، فوق كنيسة القيامة بترخيص من الوالي العثماني جلال الدين شاه، وظل الدير منذ نشأته حتى الآن المدخل الوحيد لدخول الحجاج المسيحيين منه إلى كنيسة القيامة حيث يوجد قبر السيد المسيح. ويعتبر الدير أحد أملاك الكنيسة الأرثوذكسية بالقدس، وقد أهداه صلاح الدين الأيوبي للأقباط الأرثوذكس بعد استيلاء الصليبيين عليه وتحرير القدس. وفي أعقاب حرب يونيو 1967 طردت إسرائيل الرهبان المصريين من الدير وسلمته للإثيوبيين، ومنذ ذلك الوقت أصبح الدير وأرضه متنازع عليها بين كنيسة مصر وكنيسة إثيوبيا بعد رفع عشرات الدعاوى أمام المحاكم الإسرائيلية.