أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يوم الأربعاء، ثقته في تخطي تركيا حكومة وشعبا "لحظات عدم اليقين" التي سادت أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منتصف الشهر الجاري إلى "لحظات من الوحدة الوطنية والحفاظ على الديمقراطية في البلاد". جاء ذلك في تصريحات أدلي بها "فرحان حق"، نائب المتحدث باسم بان كي مون، للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، حسب مراسل الأناضول. وأوضح نائب المتحدث أن "بان كي مون أجري محادثة هاتفية اليوم مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعرب له خلالها عن تضامنه وتعاطفه مع حكومة تركيا وضحايا محاولة الانقلاب التي جرت في 15 يوليو/تموز الجاري". وأضاف: "حاول الأمين العام خلال المحادثة الهاتفية الحصول علي أحدث المعلومات المتعلقة بالتحقيقات والتدابير الحالية لمحاسبة المسؤولين". والخميس الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة، في بيان، إنه تلقى من مسؤولين كبار في الحكومة التركية تأكيدات بشأن الالتزام التام بسيادة القانون عند التحقيق ومحاكمة المسؤولين عن محاولة الانقلاب الفاشلة. ومراراً أكدت تركيا على التزامها بمبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان لاسيما حريات التعبير، واستقلال القضاء. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 يوليو/تموز)، محاولة انقلاب فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.