- القلق يسيطر على المزارعين.. و"كاوتش السيارات" وسيلتهم للمكافحة - إدريس: السرب الواحد يضم 80 مليون حشرة - برلمانى يطالب بإجراءات عاجلة لمواجهته - الزراعة: 54 قاعدة مكافحة فى الحدود.. ومصدر: 9 جنيهات مكافأة فرق المكافحة فى اليوم - الفاو: سرب صغير قادر على التهام غذاء 35 ألف إنسان يوميًا
قديمًا انتظر الليبيون الجراد الصحراوى على حدودهم لأكله مع الحليب، وفى جزيرة العرب يعتبروه من المقبلات الشهية وفى أفريقيا حدث ولا حرج عن استخدامه المكثف فى صناعة الخبز أو كطبق رئيسى فى وجبة الغذاء، أما فى مصر فهو معنى الخراب والدمار، ومؤخراً انتاب القلق المصريين بعد ظهور شواهد للجراد الأفريقى فى منطقة شرق العوينات بتوشكى فى ظاهرة لم تتكرر كثيراً فى السنوات الأخيرة، وهو ما جعل القلق ينقلب إلى خوف من اجتياح الجراد للأراضى الزراعية وتعريض الأمن الغذائى فى مصر للخطر. ومن جانبه، قال يوسف إدريس، خبير بمكافحة الآفات الزراعية, إن الجراد الموجود فى مصر وخاصة فى منطقة مشروع توشكى جراد أفريقي, جاء من جنوب السودان, وبعض الدول المجاورة, وتكمن خطورته فى قدرته على أكل أنواع عديدة من المحاصيل، وثانيا أن الجرادة تأكل ما يعادل وزنها من الغذاء يوميا، ويزداد هذا المقدار تدريجيًا أثناء فترة التطور من مرحلة النط إلى مرحلة النمو الكامل, ثانيا يشتمل سرب الجراد على ما لا يقل عن 40 مليون جرادة، وقد يصل العدد أحيانا إلى 80 مليونًا. وأضاف إدريس، فى تصريح خاص ل"المصريون", أن الجراد سبق وانتشر فى مشروع توشكى فى الفترة الماضية، وشكل خطورة على الأراضى الزراعية، حيث هدد حوالى 4 آلاف فدان، هذا الأمر الذى أثار مخاوف العديد من أراضى المستثمرين والتى من أشهرها مزرعة الوليد بن طلال، ومزرعة الراجحى, مشيرا إلى أنه تم إبلاغ إدارة مكافحة الجراد فى أسوان لاتخاذ اللازم. وأشار إلى مكافحة الجراد تستخدم مبيدات للرش للسيطرة على كمية الجراد الهائلة التى اجتاحت المنطقة، مؤكدًا أن هناك حوالى 5 سيارات رش ولجنة مشرفة على تلك الأعمال، وذلك يتم بحرص حتى لا تتم السيطرة على الوضع، حيث يستخدم الجهاز الواحد لرش حوالى 120 فدانًا نظرًا للمساحات الكبيرة للمزارع هناك, مشيرًا إلى أن عملية التطهير بدأت من الواحات البحرية ثم الخارجة ومنها إلى شرق العوينات، ثم مدينة أبو سمبل بمشروع توشكى. وناشد النائب البرلمانى محمد عبد العزيز, الحكومة بالتحرك السريع لمكافحة الجراد الأفريقى الذى انتشر بمحافظة أسوان، مهددًا مشروعًا من أضخم المشاريع الزراعية وهو مشروع توشكى القومي, مطالبًا بضرورة اتخاذ خطوات عاجلة، لمواجهة انتشار الجراد خاصة على المناطق الحدودية لحماية الثروة الزراعية، مع انتشار فرق المكافحة بعد إعدادها بكل الإمكانيات اللازمة لمواجهة تلك الحشرات. وأضاف عبد العزيز فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن الفلاحين كانوا يعتمدون على أنفسهم فى حل أزمة الجراد خلال السنوات الماضية, حيث كانوا يستخدمون بعض الوسائل أبرزها "كاوتش السيارات", مؤكدًا أن الجراد يجب أن يتم حصره فى منطقة معينة حتى يتم القضاء عليه، مشيرًا إلى أن فرق الرصد يجب تدعيمها بكل الاحتياجات اللازمة لمواجهتها، وإعلان حالة الاستعداد القصوى من أجل مواجهة خطر تلك الحشرات على الزراعات، مشيرًا إلى أن مصر لديها خبرات متراكمة فى مكافحة الجراد. فيما أكد مصدر بوزارة الزراعة، رفض ذكر اسمه، أن شواهد الجراد التى ظهرت فى توشكى ما هى إلا تجمعات للجراد الأفريقى المحلى ولا خطورة له على المحاصيل، مشيراً إلى أن الأعداد المكتشفة من قبل بعض المزارعين والأهالى فى منطقة شرق العوينات لا تدعو للقلق وتقوم الإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية بمسح دورى وشامل لاستكشاف ذلك النوع من الجراد.
وأكد المصدر أن الجراد الصحراوى الذى يهاجم الحدود المصرية فى أشهر الشتاء هو الأخطر على الزراعات، وتتم مكافحته وإعلان حالة الطوارئ فى توقيتات هجومه والتنسيق مع دول الجوار كاليمن والسودان والسعودية لمكافحته من دولة إلى أخرى، إلا أنه حتى الآن لم ترصد قواعد المكافحة ال54 المنتشرة فى المناطق الحدودية أى هجمات للجراد من الدول المجاورة، ولافتًا إلى أن عمليات المكافحة المكبرة من الفرق المتخصصة ستبدأ خلال شهرى الانتشار على الحدود لرصد أسراب الجراد الصحراوى وإبادته. وطالب المصدر الدولة بالنظر إلى مهندسى المكافحة ورواتبهم والمكافآت التى ترصد لهم خلال فترة عملهم فى القواعد الرئيسية للمكافحة على الحدود فى أبو سمبل وحلايب وشلاتين والواحات وأبو رماد، ويحصل المهندس على 9 جنيهات يومية كبدل معيشة فى تلك المناطق، التى يترفع فيها سعر الغذاء، حيث يسجل سعر رغيف الخبز فى حلايب جنيهًا ونصف، بينما يتعرض المهندسون والعمال المشاركون فى المكافحة لاستنشاق المبيدات السامة المستخدمة فى مكافحة الجراد وتعرضهم للإصابة بأمراض خطيرة، غير خطر الزواحف السامة التى تنتشر فى مثل تلك المناطق. وتابع: خاطبنا وزارة المالية من خلال قطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة لرفع المكافأة والبدل اليومى للمهندسين فى مأموريات الحدود من 9 جنيهات يوميًا إلى 27 جنيهًا وهو ما تجاهلته المالية، رغم قلة عدد العاملين فى المكافحة وضعف المبالغ المطلوبة حتى بعد رفعها. فيما أكد تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" أنه يمكن للجراد الصحراوى تشكيل مجموعات كبيرة من الحوريات تنتشر على نطاق واسع، والتى تتحول إلى الحشرات المكتملة النمو وتكون الأسراب، التى تقدر أعدادها بعشرات الملايين من الحشرات القادرة على قطع مسافات تصل إلى 150 كم يومياً بمساعدة الرياح، التى يمكن أن تضم أسراب الحشرات مكتملة النمو، وتستطيع الجرادة الأنثى الواحدة وضع 300 بيضة أثناء دورة حياتها، فى حين أن الجراد الصحراوى المكتمل النمو يلتهم يومياً ما يعادل وزنه تقريباً من الغذاء الطازج، نحو جرامين يومياً- ويستهلك السرب الصغير نسبياً من الجراد فى اليوم الواحد نفس كمية الغذاء التى يستهلكها نحو 35000 شخص.