بعد عامين ونصف من الإعلان عن جهاز القوات المسلحة لاكتشاف وعلاج مرضى الالتهاب الكبدي الوبائي "فيروس سي"، اعترفت نقابة الأطباء بخطأ مشاركة أعضائها في الكذب على المصريين والترويج الخاطئ للجهاز، وأدانت أربعة من أعضائها. وأحالت لجنة التحقيق بنقابة الأطباء الذين شاركوا في الإعلان عن الجهاز، الذي أعلنت عنه الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة، في 22 ابريل 2014 تحت إشراف اللواء إبراهيم عبدالعاطي، إلى هيئة التأديب بالنقابة، بتهمة الإعلان والترويج للجهاز الخاص بعلاج الأمراض الفيروسية، قبل إتمام الخطوات العلمية المتعارف عليها، ما أدى إلى الإضرار بملايين المواطنين جرّاء انتظارهم العلاج عن طريق الجهاز المزعوم. والأطباء المحالون للهيئة التأديبية، هم الأستاذ الدكتور أحمد على مؤنس، والدكتورة سالي مصطفى محمود، والدكتور أحمد عبدالله صبري، والدكتور وائل أحمد محمد عطية، فيما برأت التحقيقات 5آخرين ثبت عدم تورطهم في أي تصريحات غير علمية. قال الدكتور طارق كامل عضو مجلس نقابة الأطباء، ومقرر لجنة آداب المهنة بالنقابة, إن قرار إحالة أربع أطباء للتأديب جاء بسبب ما أثير في الإعلام للترويج الخاطئ لجهاز علاج "التهاب الكبد الوبائي "فيرس سي"، والمعروف إعلاميًا ب "جهاز الكفتة"، لكون الفعل مخالفًا لآداب المهنة حيث إن الأطباء قاموا بالترويج للجهاز الذي لم يثبت جدواه العلمية حتى الآن. وأضاف أن التحقيقات مع الأطباء الأربعة أثبتت تورطهم ومساهمتهم في تضليل الشعب المصري والتلاعب بعاطفة المرضى. وأشار إلى أن جهاز علاج "التهاب الكبد" الذي تم الترويج له لم يحصل علي موافقة الجهة المسئولة بوزارة الصحة، لافتًا إلى أن الأطباء الذين ظهروا في وسائل الإعلام للترويج عن الجهاز واستخدامه للتشخيص فقط, ليس عليهم مسئولية, لأن الجهاز يستخدم بالفعل في التشخيص وليس العلاج، وقد مر بالمراحل العلمية السليمة التي يصلح معها تشخيص المرض. وذكر كامل أن لجة التأديب سوف تتخذ كافة الإجراءات ضد هؤلاء الأطباء الذين روجوا لهذا الجهاز بأحدي العقوبات الآتية, إما اللوم أو التنبيه أو الغرامة أو الإيقاف المؤقت عن العمل لمدة تبدأ من ستة أشهر أو عام من عضوية النقابة أو دفع غرامة تصل لألف جنيه أو الشطب من جدول الأطباء. وأوضح أنه في حال واجه الأطباء عقوبة الفصل المؤقت أو النهائي فمن حقهم استئناف الحكم أمام هيئة تأديب استئنافية بمحكمة الاستئناف التي قد تؤيد الحكم أو تحكم بإلغائه. وعلل كامل سبب تأخر القرار, لكون التحقيقات الموجودة ضدهم كبيرة جدًا واحتاجت إلي وقت كبير للنظر فيها. من جانبه، قال الدكتور رشوان شعبان رئيس هيئة آداب المهنة بنقابة الأطباء إن الأطباء الأربعة، خالفوا لائحة أداء المهنة والظهور إعلاميًا للترويج للجهاز المعروف علميًا "بجهاز الكفتة" الذي يعالج مرض "التهاب الكبد". وأضاف ل "المصريون" أن الأطباء الأربعة لم تصدر اللجنة في حقهم أي شيء حتى ألان , وكل طبيب له الحق في الدفاع عن نفسه, وإذا ثبت تورطهم ستتخذ ضدهم الإجراءات من قبل اللجنة التأديبية. وأوضح رشوان أن "من ضمن وظائف الجهاز الذي تم الترويج له أنه سيعافي مرضى فيرس "سي" و"الإيدز"، وهذا لم يثبت حتى الآن منذ الإعلان عن هذا الجهاز, مع العلم أن الجهاز للتشخيص فقط وليس للعلاج من المرض".