اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أن السياسة الخارجية الروسية فقدت مصداقيتها بالتزامها بهذا النهج إزاء الأزمة في سوريا، ورأى أن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لدمشق جاءت لتعزيز موقف نظام الأسد الذي وصفه بالقاتل وتشجيعه على استخدام المزيد من العنف. وقال غليون - في تصريح خاص لقناة"الجزيرة"اليوم الأربعاء - إنه سيكون من الصعب روسيا أن تكون شريكة في أي تسوية للأزمة السورية، مشددا على أنه ليس هناك مكان للحديث عن مبادرات جديدة أو وساطة مع نظام الأسد الذي يستمر في قصف المدنيين، مضيفا أن الاستراتيجية الراهنة للدول العربية والغربية هي زيادة الحصار والخناق على النظام باستثناء موسكو وإيران، وذلك بهدف أن يتفكك وينشق عدد كبير من قواته وينضمون إلى عناصر الجيش الحر. وبشأن "مجموعة أصدقاء سوريا"، قال غليون إن المجلس الوطني السوري شجع على تشكيلها لتقديم الدعم بجميع أشكاله إلى الشعب السوري، مشيرا إلى أن ذلك يعد جزءا من العمل الدولي من أجل عزل النظام وإسقاطه وإفقاده شرعيته، إضافة إلى دعم الجيش السوري الحر الذي يشكل العصب الرئيسي في الدفاع عن الثورة السلمية ، لافتا إلى أن الرهان الأساسي هو استمرار الثورة داخل سوريا. وأكد غليون أن هناك ثلاثة محاور للعمل من أجل التغيير السريع في الأزمة هي استمرارالثورة، ودعم الجيش الحر، وتقديم الدعم الدولي لسوريا. واعتبر رئيس المجلس الوطني السوري أن نظام الأسد أصبح على حافة الانهيار، ورأى أن ما قام به في حمص دليل على أنه فقد الأمل في البقاء؛ حيث أسفر القصف العشوائي المستمر منذ ثلاثة أيام على أحياء حمص، عن سقوط مئات الشهداء من الشباب والنساء والأطفال ولا يزال آلاف الجرحى يفقدون أرواحهم بسبب نقص المواد الطبية بعد تحويل أغلب المستشفيات إلى غرف للعمليات العسكرية ؛ مثلما حدث في مستشفى الحكمة بحي الإنشاءات . وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون إنه ليس هناك صاحب ضمير في العالم أجمع يقبل أن يقف صامتا أمام ما وصفها بالسياسة الدموية التي ينفذها نظام جبان بحق شعب حر، على حد تعبيره، مناشدا المنظمات الإنسانية بالتدخل السريع من أجل إنقاذ الجرحى ، كما ناشد السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون وجميع قادة دول العالم بالتدخل الفوري السريع بالضغط على نظام الأسد للوقف الفوري لسياستة الإجراميه، داعيا شعوب العالم العربي إلى الخروج في مسيرات احتجاجية مستمرة للإعلان عن دعمها للثورة السورية . وحيا غليون أهالي حمص وغيرها من المدن لصمودهم أمام ما وصفها بمجازر النظام، وأضاف قائلا "نحي صمودكم ياأبطال الحرية ورمزها ..العالم كله يتطلع إلى نضالكم و يقدس تضحياتكم " . من جانبها، وصفت عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري بسمة قضماني من قام بما وصفته بمجزرة حمص بأنهم ليسوا بشرا، داعية روسياإلى القيام بالمزيد من الضغط على نظام الأسد وإجباره على وقف آلة القتل، مشيرة إلى أن روسيا مسؤولة عن عدم إدانة النظام السوري أمام مجلس الأمن، إضافة إلى أنها مازالت تزود الأسد بالأسلحة. واستنكرت دعوة روسيا إلى إجراء إصلاحات دستورية في سوريا وسط ارتكاب ما وصفتها بالمجازر التي يندى بها جبين الإنسانية، متسائلة متى ننتقل إلى موقف روسي يليق بما يجري على أرض الواقع ولا يكرر أكاذيب النظام ؟ . وأكدت قضماني أن شروط التفاوض مع النظام السوري أصبحت واضحة فليس هناك أي إمكانية لإقامة أي حوار وأن ما يجري مع النظام السوري هو التفاوض على آليات نقل السلطة ، مشيرة إلى أن المطلب الأساسي الذي يطلبه الشعب السوري منذ أحد عشر شهرا هو تنحي الرئيس الأسد عن السلطة بعدها يتم الحديث عن المرحلة الانتقالية ، منوهة بأن عشرات الآلاف من الشعب السوري يموت من أجل هذا الهدف . وقالت قضماني إن تركيا تمثل الحليف الاستراتيجي في أي عمل ضد نظام الأسد وتقوم بمسؤولياتها تجاه الشعب السوري من الناحية الدبلوماسية والسياسية ، مؤكدة أن المجتمع الدولي باستثناء روسيا والصين يقف إلى جانب الشعب السوري . وجددت دعوة المجلس الوطني السوري إلى أهمية تقديم المساعدات الإنسانية لأبناء سوريا، مؤكدة أن وصول المنظمات الإغاثة الدولية إلى الأراضي السورية أمر واجب وملح . وناشدت عضو المجلس الوطني السوري كافة المدن السورية للتحرك الشعبي لتخفيف الضغط عن مدينة حمص.