أصبحت المعديات النهرية "العبارات" في سوهاج، مصدرًا للقلق، حيث تحمل رائحة الموت والخطر فى كل لحظة على متنها، ويؤكد الركاب أنهم يعيشون رحلة عذاب يوميًا في تنقلاتهم، وأرواحهم مهددة بالخطر بسبب تهالك المعديات التي تنقلهم وهو ما يهدد بحدوث كارثة في أي لحظة. ويوجد بمحافظة سوهاج 6 معديات نهرية، تربط شطرها الشرقي بالغربي والعكس، حيث توجد معدية "الهمامية"، والتي تربط بين مركز طما التابع لمحافظة سوهاج من الجهة الغربية، بمركز البداري التابع لمحافظة أسيوط من الجهة الشرقية، ومعدية "الخذندارية" بمركز طهطا، وتربطه بمركز ساقلتة والبداري، ومعدية "الشورانية"بمركز المراغة، ومعديات مراكز البلينا وجرجا والمنشأة، إلا أن جميع المعديات متهالكة وتفتقر إلى أبسط سبل الأمان والحماية، بالنسبة للأهالي الذين يستقلونها أو العاملين عليه. "المصريون" رصدت حالة المعديات التي يستخدمها الأهالي، على مستوى المحافظة، وما يعانيه المواطنون من مشكلات ومعاناة متكررة يوميًا. يقول علام السيد، من أهالي قرية "السكساكة" بدائرة مركز طما شمال المحافظة، إنهم منذ الصغر وهم يستقلون المعدية للانتقال بها لمركز البداري بمحافظة أسيوط، لقضاء بعض أمور الحياة، إلا أنهم في كل مرة يستقلونها يلقنوا أنفسهم الشهادة عشرات المرات، خاصة أن مرسى المعدية من الناحية الغربية في قريتهم لا يوجد به أية تجهيزات، وعبارة عن جزء من حافة الأرض، والذي ترسى عليه المعدية ولا يوجد كراسي، أو أماكن للجلوس بها في انتظار المعدية. وأضاف الحاج عبد الرحمن مصطفى قائلًا: "العبارات النهرية في طما متهالكة جدًا وتعرض حياتنا للخطر، ومفيش أي نوع من الأمان وخصوصًا أن أطفالنا بيستعملوها وأكثر من حالة غرق حصلت قبل كده وناشدنا المسئولين أنهم يصلحوها ومفيش حد عمل حاجة". وفي مركز العسيرات جنوب المحافظة، ما زال الأهالي والطلاب ينتقلون بين شطري المركز الذي يقسمه النيل باستخدام القارب الصغير، والذي سبق وسقط بهم في النهر عدة مرات، وهو ما آثار غضب الأهالي ودفعهم للتجمهر أمام مكتب المحافظ منذ عدة سنوات حتى حصلوا على موافقة بإنشاء كوبري لهم، ومرسى لاستقبال معدية كبيرة لأنها مقارنة بالمراكب الصغير هي الأوفر أمانًا، إلا أن تلك القرارات ما زالت دفينة ومتوقفة عن التنفيذ. على جانبٍ آخر، يعاني عمال العبارات النهرية، من عدم تثبيتهم حتى الآن، نظرًا لكونهم يعملون بنظام "اليومية" أو "السركي" ما يجعلهم معرضين للتشرد في أي وقتٍ كان. كما اشتكى المواطنون من عدم وجود "تندات" تحميهم من حرارة الشمس الحارقة وهم ينتظرون مجيء العبارات النهرية وتحركها، بالإضافة إلى تعرض العديد من الحمولات "خضراوات وفواكه" من التلف نتيجة لطول انتظار تحرك العبارات بالإضافة إلى ارتفاع ثمن التذكرة إلى 15 جنيهًا للسيارة في حين أن الثمن المقرر هو 5 جنيهات فقط. وأكد عمال العبارات النهرية أن الدخل اليومي للعبارة الواحدة يصل إلى 3 آلاف جنيه، أي ما يصل إلى 90 ألف جنيه شهريًا، ولا يتم عمل صيانات دورية لها ما يجعلها عرضة للغرق بالركاب في نهر النيل. وطالب الأهالي المسئولين في المحافظة بضرورة إصلاح العبارات النهرية، مؤكدين على أن الدخل الشهري منها للمحافظة كبير جدًا.