يظهر حوت مارينا ويختفي من وقتٍ لآخر، باعثًا بذلك رسالة عن تواجده دون أن يتمكن أحد من الاقتراب منه، نظرًا لوجود اتفاقيات دولية تمنع مصر اصطياده. أثار الحوت الذي ظهر بالتزامن مع احتفال المصريين بعيد الفطر المبارك، قلقًا كبيرًا بين المواطنين والسائحين القلائل على حدٍ سواء، بعدما ظهر بالقرب من الشاطئ وتمكن المواطنون من تصويره. سارعت وزارة الدولة لشئون البيئة، إلى إرسال لجنة هدفها إعادة الحوت إلى بيئته الطبيعية، وعدم التعرض له بسوء، وذلك لوجود اتفاقيات دولية وقعت عليها مصر بعدم التعرض للحيوانات البحرية بسوء أو اصطيادها وإيذائها. وقال الدكتور أحمد أبو السعود، رئيس جهاز شئون البيئة، إن الوزارة رصدت وجود الحوت في أكثر من مكان، وكان آخر وقت ظهر فيه الحوت يوم الجمعة الماضية، لافتًا إلى أن ظهوره على الشاطئ يعني أن هناك أحد أزعجه. وأوضح أبو السعود ل "المصريون"، أن "المكان الطبيعي لوجود حوت مارينا هو "أعماق البحار"، وتواجده في مارينا يعني أنه ضل طريقه"، مشيرًا إلى أن "الجهود المبذولة حاليًا هي إعادة الحوت لأعماق البحار وهو بيئته الطبيعية". وذكر أن "هناك قوانين ومعاهدات دولية وقعت عليها مصر منذ الثمانينات وتلزمها بالتعامل مع القروش والحيتان دون ضرر، ولازالت مصر ملتزمة بهذه المعاهدات إلى الآن". من جانبها، استنكرت الدكتورة وفاء حسني، رئيس جمعية رواد البيئة، اتجاه الحكومة لغلق الساحل الشمالي وشواطئه بسبب الحوت، قائلة إنه كان من المفترض أن يتم وضع شباك بطول الساحل لمنع دخول الحوت والحيوانات البحرية الأخرى إلى الشواطئ. وأوضحت حسني ل "المصريون"، أن لديها تصورًا لظهور الحوت في هذه المنطقة لأول مرة، وهو أشلاء ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة، التي وصلت حتى إسرائيل، لافتة إلى أن الحيوانات البحرية ومنها الحيتان والقروش تُثيرها الدماء لذلك فهيّ تذهب ورائها أينما كانت. وأشارت خبيرة البيئة إلى أن اختفاء الحوت من يوم الجمعة في الساحل الشمال أمر مثير لعلامات الاستفهام، خصوصًا وأنه كان متواجدًا لفترات طويلة قبل الاختفاء، مطالبًا الحكومة بإظهار جثته إذا كان قد قُتل بالفعل.
وأضافت "طبقًا لمعلومات لديها، أن الحوت من غير أسنان وهو كبير في السن، ولديه القدرة فقط على الابتلاع وليس المضغ أو التمزيق، وبالتالي فإنه من الصعب أن يكون مؤذيًا، كما صور الإعلام".