أكد عز الدين دويدار - المخرج الإخواني - أن المصالحة بين الجماعة والنظام السياسي باتت في مراحلها الأخيرة ، مشيرًا إلى أنها تحمل 4 بنود أو توصيات عامة للتفاوض . وقال في تدوينة : "بعد تصريحات رئيس الوزراء التركي التي تفيد باتجاه الحكومة التركية للتصالح مع نظام السيسي . وكذلك الاتفاق الفعلي على تطبيع العلاقات مع إسرائيل متخلية عن شرط فك الحصار .. ذلك لم يكن البداية : بدأ الأمر في مارس 2015 عندما التقى أردوغان بالملك سلمان ووافق على اتخاذ خطوات للوراء فيما يتعلق بالدعم العلني للإخوان المسلمين" بحسب قوله. وأضاف: "جاءت الفقرة السابقة في سياق تقرير بصحيفة التايمز البريطانية نقلا عن آرون شتاين، زميل معهد (أتلانتك كاونسل). وقال أيضا أن تركيا تتحرك نحو إصلاح علاقاتها مع مصر فيما سيعتبر هذا ثالث أهم تحول في السياسة الخارجية لأردوغان، بحسب تقرير لصحيفة التايمز البريطانية، والملفت في الأمر أنه في مارس 2015 (تصادف) زيارة كلا من السيسي و أردوغان وأمير قطر للسعودية في نفس الوقت (لو فاكرين) وبعدها مباشرة خرج جهاد الخازن يتكلم عن مقابلته الشخصية مع السيسي وإنه تفاجأ برئيس ليبرالي ، ونقل عنه في لقاء تليفزيوني : السيسي قال لي إن معندوش مانع إطلاقا من المصالحة مع الإخوان الذين لم يتورطوا في العنف " بحسب روايته. واستدرك : منذ هذا التاريخ بدأ ترتيب المناخ بتنفيذ الأطراف لما يمكن تسميته ( أجندة المصالحة) وهذا ليس اتفاقا محدد البنود ولا يعني أن الطرفين (السيسي والإخوان) جلسا على ترابيزة مفاوضات واحدة وحسما الاتفاق .. لا طبعا .. هو عبارة عن توصيات تشرف عليها أطراف دولية تهدف لتهيئة المجتمع والحالة عامة لقبول فكرة المصالحة .. ويمكن لأي مراقب أن يرصد بسهولة أثر ذلك من التغييرات الدرامية منذ منذ مارس 2015 : 1- اتجاهات سلطة السيسي لتجميد تنفيذ الإعدامات كمثال مع التوسع في الاعتقالات والأحكام بحق الكوادر الناشطين والراديكاليين . والتحضير لتشريعات تقنن استحقاقات المصالحة القادمة .. والتركيز على حصار الفئات الثورية والتساهل مع غيرها والضغط الشديد نفسيا على المعتقلين وذويهم .. مع الانتقال من مرحلة تسريبات المصالحة إلى التصريحات الرسمية من وزراء . 2- من ناحية الإخوان عودة مفاجأة وقتها لطبقة (القيادات التقليدية في الإخوان) بعد غيابهم منذ (الإنقلاب) بحسب تعبيره .. تجميد الحراك الثوري وتكرار لبيانات نبذ العنف ومساعي السيطرة على قيادة الجماعة والإقصاء والفرز على فكرة الثورة .. تصعيد وتمكين الكوادر المطيعة وتدجين العناصر والمجموعات المفكرة . إما بإعادة استدعاء رصيد الأفكار التقليدية أو باستخدام ورقة التمويل والدعم .. السيطرة على المنافذ الإعلامية للجماعة أو استبدالها . 3- تحولات الموقف السعودي القطري التركي تجاه التصالح أو المهادنة سواء إعادة التموضع يسارا قليلا بالنسبة للنظام التركي والقطري .. أو يمينا قليلا بالنسبة للموقف السعودي .. 4- الإنسحاب الأمريكي الأوروبي من الملف المصري لصالح الدور السعودي من ناحية . هذا الموضوع فيه كلام كثير .. لكن الخلاصة في دلالته هنا هو ما أشار له موقع "ديبكا" المتخصص في التحليلات الأمنية والاستخبارية : ( يجرى حاليا تجهيز بنود الاتفاق بين القاهرةوأنقرة، أو بالأحرى بين السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان وأن كل ما اتفق عليه بين أنقرة وتل أبيب بشأن حركة حماس، سوف ينطبق تماما على ما سيتم الاتفاق عليه بين تركيا ومصر بخصوص جماعة الإخوان المسلمين ).. هذا ما نتجاهله .. وينفيه آخرون .. ويثبته الواقع كل يوم .. التخدير استعدادا لجراحة المصالحة "