أشادت صحيفة "التليجراف" البريطانية بالاستفتاء, الذي أسفر عن تصويت 51,9 من البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي, ووصفته بأنه "مصدر فخر". وقالت الصحيفة في افتتاحيتها, إن إجراء هذا الاستفتاء يرجع جزئيا لأن البرلمان البريطاني شعر بأنه غير قادر وحده على اتخاذ قرار حاسم بشأن مستقبل العلاقة بالاتحاد الأوروبي، ونظرا لضخامة المسئولية طلب تشاورا ديمقراطيا مع الشعب. وتابعت " الإقبال الكبير على التصويت، رغم ظروف الطقس غير المواتية في بعض المناطق، يجعل الأمر مصدر فخر". واستطردت " بريطانيا أظهرت أن شعبها هو صاحب الكلمة الأخيرة، وهذا هو جوهر الديمقراطية". وكانت جيني واتسون رئيسة لجنة الاستفتاء في بريطانيا أعلنت عن تصويت 51,9 من البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي, مقابل 48.1% عبروا عن تأييدهم للبقاء فيه, وذلك في الاستفتاء الذي جرى الخميس الموافق 23 يونيو, بعد عضوية استمرت 43 عاما. واختارت جميع الدوائر الانتخابية في أسكتلندا البقاء في الاتحاد الأوروبي، حيث صوت 62% من الناخبين الأسكتلنديين الذين أدلوا بأصواتهم لصالح البقاء في الاتحاد، بينما أيد 38% الانسحاب. وقبل الاستفتاء, أعلن الحزب القومي الأسكتلندي بزعامة سترغون أنه سيكون هناك تصويت شعبي آخر في حال إجبار أسكتلندا عن الانسحاب من الاتحاد ضد رغبتها. وفي تصويت شعبي جرى عام 2014، اختار الناخبون الأسكتلنديون البقاء كجزء من بريطانيا. ومن جهته, توقع الزعيم السابق للحزب القومي الأسكتلندي أليكس سالموند أن يدعو الحزب إلى استفتاء جديد على استقلال أسكتلندا عن بريطانيا. ونقلت "الجزيرة" عن سالموند قوله :"الحكمة تقتضي عدم خروج أسكتلندا من الاتحاد الأوروبي أبدا". ومن جهته, ذكر حزب الشين فين القومي الإيرلندي أن الحكومة البريطانية خسرت "أي تفويض" لتمثيل مصالح الشعب في إيرلندا الشمالية. وقال رئيس الحزب ديكلان كيرني في بيان له إن الاستفتاء أسفر عن "أصوات إنجليزية أسقطت رغبة الشعب هنا في شمال إيرلندا، حيث صوت الجمهوريون والوحدويون والكاثوليك والبروتستانت لصالح البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي. وأضاف كيرني "النتيجة تغير بشكل كبير المشهد السياسي في شمال إيرلندا، وسنكثف قضيتنا للدعوة إلى تصويت عبر الحدود بموجب بنود اتفاق الجمعة العظيمة"، في إشارة إلى تصويت عبر الحدود بشأن إيرلندا موحدة". وأنهى اتفاق "الجمعة العظيمة" الذي تم إبرامه عام 1998 بشكل رسمي عقودا من الصراع الطائفي في إيرلندا الشمالية. وفي حالة التصويت النهائي في البرلمان البريطاني على الخروج من الاتحاد، فإن إجراءات الخروج وترتيباته ستستغرق عامين. وكانت بريطانيا تقدمت عام 1961 بطلب عضوية في الكتلة الأوروبية، وانتهت عضويتها في 23 يونيو 2016 بتصويت 51.9% من البريطانيين لفائدة الخروج من حضن الاتحاد. وقالت مجلة "دير شبيجل الألمانية" تعليقا على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي : "أوروبا ماتت", ونشر الصحفي بالمجلة "ماثيو فون رور"، على حسابه بموقع "تويتر" صورة لغلاف المجلة مكتوب عليه: "أوروبا ماتت".