"ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت.. وكنت أظنها لا تُفرجُ".. هكذا يردد لسان حال عم سعيد دائما كلما ضاقت به الدنيا وتقطعت به السبل فالقناعة بالنسبة له كنزه الذي لا يفنى" وأمله في رب العباد لا ينقطع.. عم سعيد في منتصف العقد السابع من عمره، كفاحه الطويل لتعيش أسرته المكونة من سبعة أفراد منها أربع بنات حياة طيبة كان يخرج في تباكير الصباح، يسعى بنفس مطمئنة، يكسب من عرق جبينه فما يأتيه من رزق التاكسي الذي يمتلكه كان يكفيه وأولاده بالكاد، لم يمدد يده ذات يوم لإنسان ولم يطلب المساعدة من غير الله. رحلة حياة شاقة ومتعبة لكنها مليئة بالكفاح.. بدأها عم سعيد منذ منتصف الستينيات وبالتحديد عام 1966م حيث التحق بالنقابة العامة للنقل البري بمنطقة شمال القاهرة وقام بتسديد قيمة اشتراكاته الشهرية، المستحقة على التاكسي كذلك قام بتسديد كل الاشتراكات الخاصة بصندوق الزمالة، كل ذلك أملا في أن يجد معاشا يكفيه الحاجة حينما يصل إلى سن التقاعد ويصير من حقه الانتفاع بمعاش يساعده حين يقل جهده ولا يستطيع العمل بنفس كفاءة الشباب، وكانت المفاجأة مخيبة لآماله حيث حصل على معاش ضئيل لا يتعدى 120 مبلغ جنيه، وصل الآن إلى.... مرت السنوات وكبر الأولاد .. ها هما البنتان الكبريان تمت خطبتهما وتحتاجان الجهاز لإتمام الزواج، فماذا يفعل عم سعيد حينئذ؟ باع التاكسي الذي كان يأكل منه.. أصبح بلا عمل ثابت.. عمل سائقا بنظام اليومية لدى الكثيرين لكن ما يأتي به لم يعد يكفي مع مرض زوجته ثم انتقالها للرفيق الأعلى.. تضاعف شعور الألم والحزن لدى عم سعيد خاصة بعد وفاة زوجته، وصار وحيدا، فضعفت صحته ولم يعد يقوى على العمل، مما أدى إلى عدم مقدرته على الوفاء بمتطلبات بنتيه اللتين لم تتزوجا بعد بالإضافة للابن الأصغر وثلاثتهم في مراحل التعليم المختلفة، وصل ضيق ذات اليد مداه، إذ ماذا يفعل مبلغ ال 284 جنيه ليعيش بها يأكل ويشرب ويلبس ويعلم منها أولاده، وبسبب هذا الضيق الشديد في الرزق وبعد أن طرق عم سعيد معظم أبواب النظام السابق لمساعدته في تعليم أولاده الباقين إلا أن أحدا لم يلق له بالا.. فحرمت ابنته من استكمال تعليمها الجامعي لعدم قدرته على دفع المصاريف وقد تم حرمانها عاما كاملا حتى لجأ إلى أحد برامج التوك شو الذي ساعده في إيجاد أحد المتبرعين بعد أن تم إجراء بحث اجتماعي له للتأكد من حاجته، وعادت الابنة إلى دراستها الجامعية، لكن بعد مدة انقطعت المساعدة الشهرية وتملكه اليأس وشعر كما يقول عم سعيد انه صار أبا مثل الحبر على الورق فلا يستطيع توفير القوت الضروري لمن يعول.. يقول عم سعيد: "فقدت الثقة في كل شيء خاصة بعد أن أصبت بالمرض اللعين وأضعف العلاج الكيماوي جسدي الضعيف، ولأول مرة قررت أن أدين النظام الذي كفر بأبنائه .. النظام الذي يمتلك الملايين ولا يجد المواطن المال الضروري الذي يقيم به حياته والذئاب في خير الوطن يرتعون فلم أجد سوى مجلس الشعب فذهبت إلى هناك يوم 20 /يناير 2011 لأشعل النار في نفسي أمامه، ربما يلتفت أحد لحالي وحال الكثيرين مثلي، لكن هناك من منعني من ذلك وقامت ثورة يناير بعدها ب 5 أيام وأصبت بشظية من خرطوش في رأسي يوم 28 يناير وكنت أتمنى أن أكون شهيدا.. فربما حصل أبنائي على مستحقات شهيد تنفعهم بعد مماتي. أما وقد أمد الله في عمري ومع استمرار ضيق ذات اليد .. لا أجد أمامي سوى أن أتضرع إلى الله ربما أرسل من يمد يد العون إليّ ويساعدني في أهل الخير في توفير مقدمة أي تاكسي ومستعد لتحمل أية شروط للسداد بما يرضي الله .. فهل يساعدني أصحاب القلوب الرحيمة على استكمال رسالتي مع أولادي. للتواصل مع عم سعيد عبد الفتاح ( 01148975375) وللتواصل مع "الباب المفتوح" بريد الكتروني: [email protected]: فاكس: 25783447 موبايل: 01020980204