قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية, إن الفلوجة كانت أول مدينة عراقية تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة "داعش" في يناير 2014 , وإن هناك اعتقادا خاطئا داخل الحكومة العراقية أن الفوز فيها يعني نهاية هذا التنظيم. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 4 يونيو , أن تنظيم داعش لا يزال يسيطر على معقله القوي بشمال العراق أي الموصل، بالإضافة إلى عاصمته بسوريا وهي مدينة الرقة. وتابعت " أيضا, القصف المتواصل على الفلوجة منذ حوالي ٍأسبوعين لم يسفر عن أي تقدم باتجاه اقتحام المدنية لطرد داعش منها". واستطردت " معركة الفلوجة الحالية تحمل قيمة رمزية كبيرة, بالنظر إلى أن هذه المدينة تعتبر حاضنة المقاومة السنية عقب سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين, وكانت هدفا لهجومين أمريكيين كبيرين، سقط فيهما العشرات من القتلى الأمريكيين". وأضافت الصحيفة " نظرا لأهمية الفلوجة, ولكونها لا تبعد عن بغداد سوى 32 ميلا, فإن تنظيم الدولة لن يتخلى عنها بسهولة، وهو يدافع عنها الآن بشراسة، ويتحصن مسلحوه في شبكة أنفاق وأقبية منيعة". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قالت أيضا إن رغم القصف المتواصل الذي تشنه القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي الشيعي المدعومة من إيران على مدينة الفلوجة غربي بغداد منذ عدة أيام, إلا أن المعارك لا تزال تدور رحاها خارج المدنية في ظل شن تنظيم الدولة هجمات مضادة شرسة لعرقلة تقدم هذه القوات. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في مطلع يونيو أن مشاهد الدبابات والآليات المتفحمة تدل على شراسة المعارك, التي تدور حول المدينة في منطقة أقام فيها تنظيم الدولة شبكة معقدة من الأنفاق. وتابعت الصحيفة أن معارك الشوارع داخل الفلوجة لم تبدأ بعد، ونقلت عن قائد منظمة بدر الشيعية هادي العامري قوله :"إن سير المعارك قد يتباطأ من أجل محاولة إعطاء الفرصة للمدنيين من أهالي الفلوجة لمغادرتها", حسب ادعائه. ونبهت "نيويورك تايمز" إلى أن الفلوجة سبق أن استعصت على القوات الأمريكية في إبريل 2004 وأجبرتها على التراجع، إلى أن شنت عليها هذه القوات هجوما آخر بعد سبعة أشهر, تكبدت خلاله الولاياتالمتحدة مائة قتيل. وأوضحت الصحيفة أيضا أن نحو خمسين ألفا من المدنيين لا يزالون محاصرين في الفلوجة دون غذاء أو دواء منذ فترة طويلة، وأنهم يتعرضون للقصف المدفعي والصاروخي من كل الأنحاء، مع تزايد المخاوف من تعرض المدينة لكارثة إنسانية. وتتعرض الفلوجة منذ عدة أيام لقصف عنيف، فيما نقلت "الجزيرة" عن الضابط في قيادة الجيش العراقي بمحافظة الأنبار وليد الدليمي قوله إن القوات العراقية لم تتمكن خلال ثلاثة أيام من المواجهات المسلحة مع مسلحي تنظيم الدولة من اقتحام مدينة الفلوجة، وذلك بسبب المقاومة العنيفة التي يبديها مقاتلو التنظيم". وأضاف أن القوات العراقية لا تزال تقاتل في أطراف المدينة لكسر دفاعات مسلحي تنظيم الدولة للدخول إلى الفلوجة، مشيرا إلى أن التنظيم يستخدم في المحور الجنوبي من المدينة عناصره المزودين بمختلف الأسلحة والصواريخ، في حين يلجأ في المحور الشمالي من الفلوجة إلى السيارات المفخخة والانتحاريين والقصف الصاروخي لمنع تقدم القوات العراقية. وتابع الدليمي "التنظيم المتشدد يعتمد بشكل كبير على قناصة متمركزين فوق المباني وأسطح المنازل في أطراف المدينة". وتقول الأممالمتحدة إن خمسين ألف مدني ما زالوا داخل المدينة, فيما قال برنامج الأغذية العالمي في مطلع يونيو إن الوضع الإنساني في المدينة يتفاقم مع نفاد مخزونات الغذاء وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات لا يستطيع أغلب السكان تحملها. وقال بيان برنامج الأغذية العالمي إنه يتعذر إدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة وإن شبكات توزيع الأغذية في الأسواق لا تزال معطلة. وأضاف "الطعام الوحيد المتاح لا يأتي من الأسواق بل من المخزونات التي ما زالت لدى بعض الأسر في منازلها". وكانت مفوضية شئون اللاجئين أكدت في 31 مايو أن نحو 3700 شخص فروا من الفلوجة منذ أن بدأ الجيش العراقي حملة قبل أسبوع لاستعادة السيطرة على المدينة من التنظيم، وأشارت إلى أن معظم الفارين كانوا يقطنون في مناطق على أطراف الفلوجة.