صعدت أسعار اللحوم الطازجة في السوق المصرية، بنسب وصلت إلى 14٪ لبعض الأصناف، قبل أيام من حلول شهر رمضان الذي ترتفع فيه نسبة الاستهلاك عادة، فيما عزا تجار الارتفاع المذكور إلى نقص المعروض وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه. وبحسب تقارير شعبة القصابين (الجزارين) في الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، سجلت أسعار اللحم الكندوز (الجاموس الكبير) والضاني (الخروف) 90 جنيهاً للكيلو (10.13 دولاراً) مقابل 85 جنيهاً (9.5 دولار) سابقاً، بينما تراوحت أسعار البتلّو (الجاموس الصغير) من 120 جنيهاً (13.5 دولار) إلى 140 جنيهاً (15.7 دولار) في السوق المحلية. وقال هيثم عبد الباسط، النائب الأول لرئيس شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية، إن الأسعار تشهد ارتفاعاً خلال الفترة الراهنة بسبب نقص المعروض في السوق من اللحوم داخل محال الجزارة. وتصل أعداد رؤوس الماشية الموجودة في مصر إلى 10 ملايين رأس، بحسب الإحصاءات الصادرة عن شعبة القصابين. وأضاف عبد الباسط في اتصال هاتفي مع "الأناضول"، أن اللحوم المستوردة الموجودة في السوق لا تسد احتياجات المستهلك المصري، مرجعاً الزيادة في الأسعار لارتفاع أسعار الأعلاف المستخدمة في تربية الماشية. وأشار أن ارتفاع الدولار داخل السوق الموازية (السوداء) إلى نحو 11 جنيهاً مقابل 8.88 جنيهات في السوق الرسمية، أدى إلى زيادة سعر الأعلاف، "وبالتالي حدثت زيادة في تكاليف التربية وانعكست على الأسعار داخل السوق المحلية، بينما ارتفعت أسعار المواشي المستوردة للسبب نفسه(ارتفاع الدولار)". ويستورد المصريون المواشي واللحوم والأعلاف من الأسواق الخارجية بعملة الدولار الأمريكي، وتباع في السوق المحلية بالجنيه المصري، الذي يشهد تراجعاً غير مسبوق أمام العملة الأمريكية. وتواجه مصر أزمة نقص في عملة الدولار الأمريكي في السوق المحلية، ما أدى إلى ارتفاع قيمته أمام الجنيه المصري، وازدهار عمل السوق الموازية التي تبيع العملة الأمريكية بأسعار مرتفعة. وأكد حسن حافظ عضو رابطة مستوردي اللحوم(مستقلة)، أن سعر طن اللحم المستورد ارتفع بقيمة تتراوح بين 200 إلى 250 دولاراً وتختلف الزيادة حسب البلد المصدّر سواء كانت أوروبية أو أفريقية، مؤكداً أن الزيادة سببها الرئيسي ارتفاع سعر الدولار. وتستورد مصر معظم احتياجاتها من اللحوم الحمراء من البرازيل والهند والأرجنتين ودول أفريقية، بنسبة 95% من كميات اللحوم المستوردة التي تزيد على 300 ألف طن سنوياً وفقاً لشعبة المستوردين باتحاد الغرف التجارية. وأشار حافظ في حديث مع "الأناضول"، أن أسعار اللحوم المستوردة من الخارج يتراوح سعرها بين 2200 دولاراً للطن إلى 3000 دولار حسب بلد المنشأ. ورافق ارتفاع أسعار اللحوم، صعوداً في أسعار الدواجن أيضاً خلال الفترة الحالية، ليسجل سعر الكيلو 21 جنيهاً (2.3 دولار) بالمزرعة على أن يصل للمستهلك بحوالي 25 جنيهاً (2.8 دولار) ويرتفع سعر بعض أصناف الدواجن إلى 3 دولارات للكيلو. وقال عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن الأسعار تشهد "زيادة غير مسبوقة على مدار الشهرين الماضيين"، مشيراً أن سعر الكيلو في المزرعة يعتبر "أعلى مستوى وصلت إليه الأسعار على الإطلاق". ويصل الإنتاج اليومي من الدواجن الحية بمصر إلى 1.6 مليون طائر يومياً، وتستهدف المزارع إنتاج نحو 2.2 مليون طائر يومياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء، بحسب شعبة الدواجن. وأضاف عبد العزيز للأناضول، أن ارتفاع معدل النفوق (موت الدواجن) خاصة بعد تأثر المزارع بالموجة الحارة أدى وبشكل كبير إلى حدوث نقص بالمعروض وبالتالي أثر على الأسعار المعلنة في الأسواق. وتوقع عبد العزيز استمرار ارتفاع أسعار الدواجن خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع دخول شهر رمضان وزيادة معدل الطلب من جانب المستهلكين. وتعد اللحوم والدواجن من الوجبات الرئيسة على الموائد المصرية، ويزداد استهلاكها في شهر رمضان ما يدفع التجار إلى زيادة الأسعار أمام المستهلك النهائي لها، ولا تجد الدولة عادة ضوابط لتلك الأسعار ما يؤثر على معيشة المواطن البسيط.