تضمن امتحان مادة الترجمة الإعلامية لطلاب الفرقة الثانية بكلية الإعلام جامعة الأزهر، سؤالاً عن جزيرتي "تيران" و"صنافير"، اللتين أعادتهما مصر إلى السعودية في إطار اتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين البلدين. وبدا واضع الامتحان منحازًا إلى الموقف الرسمي للحكومة المصرية الذي يجزم بأن الجزيرتين سعوديتان، وأن مصر كانت تتولى إداراتهما على مدار أكثر من 6عقود، بناءً على طلب من السعودية، في الوقت الذي لم يحسم فيه البرلمان قراره بعد بشأن الاتفاقية المثيرة للجدل. وتحت عنوان "قصة الجزيرتين السعوديتين"، جاء في نص سؤال الترجمة من اللغة العربية إلى الإنجليزية: "تؤكد كل الوثائق والمعاهدات والخطابات المتبادلة، بل ومحاضر جلسات الملوك والرؤساء منذ أيام الملك فاروق والملك عبدالعزيز مؤسس المملكة العربية السعودية، بل وكتب التاريخ، أن جزيرتي تيران وصنافير ملك السعودية، بعد حرب 15مايو 1948، وإنشاء دولة إسرائيل بقرار من الأممالمتحدة في شريط ضيق وسط فلسطين، ولكن بن جوريون (رئيس وزراء إسرائيل آنذاك)، كان يسعى للخروج من ذلك الشريط الضيق وفي رأسه حلم من المحيط إلى الخليج، لذلك أرسل بعض عصاباته إلى الجزيرتين المهجورتين". وأضاف: "هنا كانت لقاءات الملك فاروق بالملك عبدالعزيز في مكة وأنشاص، وقد وافق الملك فاروق في ذلك الاجتماع التاريخي على حماية الجزيرتين، مجرد مساعدة للشقيقة لصد أو طرد أي مستعمر يطمع فيهما، وكان ذلك في عام 1950". واعتبر أن "أكبر دليل على أن الجزيرتين ليستا ملك مصر أن العصابات الصهيونية احتلتها فترة ليست بالقصيرة ولم تتحرك مصر لتحريرهما إلا بعد أن طالبت السعودية بمساعدتها في استرداد السيادة عليهما، وطوال هذه المدة منذ عام 1950 إلى الآن هناك خطابات متبادلة بين الدولتين حول هذا الموضوع خاصة بين وزيري الخارجية سعود الفيصل وعصمت عبدالمجيد تحت رعاية الأممالمتحدة". وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الإشارة إلى قضية الجزيرتين اللتين أثارتا جدلاً واسعًا في مصر في امتحانات نهاية العام الدراسي في الجامعات المصرية. وتضمن امتحان نهاية العام الدراسي لمادة الرأي العام للفرقة الثانية بكلية الإعلام جامعة القاهرة، سؤالاً يطالب بتوضيح الأسباب التي جعلت قضية جزيرتي "تيران وصنافير" من القضايا التي جذبت انتباه الشعب المصري في الفترة الأخيرة واعتبارها قضية رأى عام مع توضيح الخطاب الإعلامي لها في وسائل الإعلام المصرية. كما وردت الإشارة إليهما في امتحان مادة جغرافيا الوطن العربي، لكلية التربية في جامعة الإسكندرية على أنهما سعوديتان، وجاء نص السؤال كالتالي: "يعد جسر الملك سلمان الذي يمر بالجزر السعودية صنافير وتيران نقلة اقتصادية واستراتيجية لمصر والسعودية". ووقع شريف إسماعيل رئيس الوزراء، مع الجانب السعودي، الجمعة، اتفاقًا لترسيم الحدود البحرية بين البلدين بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بقصر الاتحادية الرئاسي في أبريل الماضي. وأثارت الاتفاقية التي يتعين موافقة البرلمان عليهما جدلاً واسعًا في أوساط المصريين. وشهدت القاهرة، وعدة محافظات في 15أبريل، تظاهرات أطلقوا عليها اسم "جمعة الأرض هي العرض" لرفض "التنازل" عن الجزيرتين. وكانت هناك دعوات للتظاهر في 25أبريل، إلا أن الأمن تصدى لها وألقى القبض على العشرات الذين أحيلوا إلى المحاكمات وعوقبوا بالحبس وبغرامات مشددة. وتقع جزيرة "تيران"، فى مدخل مضيق تيران، الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، ويبعد 6 كم عن ساحل سيناء الشرقي، وتبلغ مساحة الجزيرة 80 كم²، أما جزيرة "صنافير" فتقع بجوار جزيرة تيران من ناحية الشرق، وتبلغ مساحتها حوالي 33 كم² .