ردم ترعة تروى 3 آلاف فدان..70 قرية وعزبة بلا مياه رى.. الفلاحون: الأرض عرض وبيوتنا خربت وفين نواب الشعب.. و"الزراعة": كلها 10 أفدنة "الزرع بيموت.. مفيش مياه.. الأرض بتبور.. بيتنا هيتخرب".. أكثر العبارات انتشارًا على ألسنة الفلاحين بمحافظة الدقهلية، بعد بوار عشرات الأفدنة بمحصول الأرز لعدم وجود مياه لرى تلك الأراضى الزراعية، الأزمة التى وصلت من محافظة الدقهلية لمحافظة كفر الشيخ. يقول محمد شاهين أحد مزارعى قرية الحفير التابعة لمركز بلقاس، إن عشرات من القرى والعزب لم تصلها المياه منذ أكثر من شهر مما أثر على محصول الأرز لعدم وجود مياه لريه ومات المحصول بالأرض مما دفع قطاع كبير من الفلاحين للبحث عن أى طرق لرى الأرض، إما بمياه الصرف الصحى أو شراء الفناطيس لإنقاذ المحصول بعد بوار ما يقرب من 50 فدانًا بحسب قوله. فيما اشتكى أهالى قرى "53، 54، 55، 56، 57" بمنطقة حفير شهاب الدين، من عدم وصول مياه الرى لأراضيهم منذ شهر، ما تسبب فى بوار الأرض وموت الزرع بها. وفى قرية الربيعة التابعة لمركز دكرنس، استخدم الفلاحون فناطيس المياه لزراعة الأراضي، وقاموا بشراء فناطيس المياه بتكلفة 150 جنيهًا باليوم الواحد لرى الأراضى وإنقاذ الزرع من الموت. وأضاف على شحاتة فلاح من مركز دكرنس، أن ما يقرب من 70 قرية وعزبة يشتكون نقص المياه مما أثر على زراعة الأرز قائلاً: "إحنا بندفع من قوتنا وقت عيالنا علشان الزرع .. ده أكل عيشنا.. مش كلنا أصحاب أراض فى مستأجرين يعملوا إيه بعد ما الزرع مات واتحرق فى الأرض وبيتهم اتخرب". وازدادت الفاجعة بظهور تشققات الأرض، والتى ظهرت على وجوه الفلاحين والمزارعين لما يعانون منه من أسى وحزن، مؤكدين أن المياه لا تصل للمنازل لقضاء حاجاتهم اليومية، وذلك على مرأى ومسمع من المسئولين الذين طرقوا أبوابهم دون جدوى الأمر الذى دفع عشرات الفلاحين لقطع الطريق أكثر من مرة، للمطالبة بتوفير المياه. وأوضح أبو السعود محمد، أن "الأرض عرض"، وأن للأرض قيمة كبيرة لدى الفلاح، مشيرًا إلى أنه مستأجر للأرض وقام بزراعتها إلا أن الزرع مات لعدم وجود مياه كما أن الترع جفت وأصبحت أرض بور هى الأخرى فلا يمكن لأحد أن يتخيل معاناة الفلاح عندما يرى زرعه يموت أمام عينه. وطالب الفلاحون، بخروج المسئولين وتوضيح الأمر فلا يمكن لأى منطقة فى العالم أن تعيش دون ماء لتلك الفترة فالماء هى أصل الحياة كما قالوا، كما أن أعضاء مجلس النواب لم يظهروا بتلك الأزمة ولم يخرج أحد منهم أو يعمل على مقابلة الفلاحين. العجيب أن الأهالى قاموا بردم ترعة العريض التابعة لمركز بلقاس، أحد وأكثر المراكز المتضررة بالأزمة، والتى تعمل على رى ما يقرب من 3 آلاف فدان. وطالبوا بتدخل مديرية الزراعة، لإقامة حد فاصل بين الترعة والبيوت وهو الأمر الذى لم يتم، ما أدى إلى ردم الترعة لتصبح أرضًا بورًا لا زرع بها ولا ماء هى ومن يجاورها من أراض زراعية. كما أصبحت مياه الصرف الصحي، هى الملاذ والملجأ الوحيد للفلاحين الذى لجأ قطاع كبير منهم لاستخدامها فى رى الأرض خوفًا من موت ما تبقى من المحصول. ففى مركز السنبلاوين، اشتكى عدد كبير من الفلاحين بقرى المقاطعة وأبو داود ومحمد أفندى ودوى والحصاينة والحصوة والعرب، والعديد من العزب التابعة لها من تصحر أكثر من 7 آلاف فدان بسبب عدم وصول مياه الرى لأراضيهم والتى تروى من ترعتى المسلمانية وشبانة. كما يعانى مزارعو قرية المقاطعة بمركز تمى، من نقص وجفاف مياه الرى للأراضى الزراعية، ما أدى إلى إعاقة وصول المياه إلى نهايات الترع والمساقى، حتى أصبح نقص مياه الري، صداعًا فى رأس المزارعين، تزامنًا مع تأهب المزارعين لزراعة الأرز . وتعتمد أراض تمى الأمديد، على ترعة المقاطعة، التى يبلغ طولها 26 كم, ولها أكثر من (35) فرعًا, وتأخذ حصتها من ترعة البوهية، والتى تلفظ أنفاسها الأخيرة عطشًا، منذ ما يزيد على العشرين يوماً، ما أدى لموت محصول الأرز، والمحاصيل الأخرى، لعدم وجود مياه لريها، بسبب غلق مسئولى الرى لبوابات الترعة، وعدم ضخ المياه فيها، ما أدى لجفافها، ولم يتبق فيها سوى بقايا الصرف الصحي. وأكد أحمد عبد الراضى، أحد مزارعى قرية المقاطعة أن الأراضى المتضررة من قلة وجود المياه تبلغ مساحتها حوالى 250 فدانًا, وتتنوع محاصيلها بين الأرز، القطن, والذرة, والتى تلفت بسبب نقص المياه، مضيفًا أن قيادات الرى فى الدقهلية، على علم تام بالمشكلة دون تحرك أو تصدى لها، ما دفع العديد من الفلاحين لحرث أراضيهم. وأضاف محمد عرفة، أحد أبناء تمى الأمديد، أنه بعد تشغيل ماكينة الرفع فى نهاية ترعة المقاطعة، من عند عزبة عرفة، بالسمارة، والتى تأخذ المياه من مصرف الصرف أو كما نسميه البحر، المار عند المقاطعة وأبو داود والسمارة، لم يتبق فى الترعة سوى المجارى، ولم يتبق أقل من ثلث المياه فيها، ما لا يصلح لرى أى مساحة زراعية متسائلاً: أين النواب الذين انتخبناهم من ذلك كله؟. من ناحيته طالب فوزى الشرباصى، عضو مجلس النواب عن دائرة شربين، رئيس الوزراء ووزير الرى والموارد المائية بضرورة إيجاد حلول سريعة لمشكلات الرى بالمحافظة وناشد رئيس الجمهورية، التدخل لحل الأزمة فى ظل ما وصفه بتقاعس أجهزة وزارة الرى والحكومة عن توفير الدعم للفلاح. كما أكد مصدر بمديرية الزراعة رفض ذكر اسمه ل"المصريون" أن الأراضى التى تعرضت للبوار لم تتعد 10 أفدنة بعكس كلام وتصريحات الفلاحين، محمّلا الفلاحين مسئولية تلك الأزمة لزراعة محصول الأرز قبل موعده بشهر يونيو .