ركزت الصحف البريطانية بنسختيها الإلكترونية والورقية على العديد من القضايا، السبت، لاسيما قضية الصراع في سوريا التي كان لها نصيب كبير من التغطيات الإخبارية والتحليلات السياسية لمعظم هذه الصحف، فضلا عن بعض القضايا الأخرى مثل الوجود البريطاني في أفغانستان. وبحسب الموقع الإلكتروني ل«BBC»، فنشرت صحيفة «الجارديان» مقالا لجوناثان فريلاند، بعنوان «المعركة في سوريا هي معركة الشرق الأوسط بأكمله». ويقول «فريلاند» إنه «عند سقوط الأسد فإن المنطقة ستخسر ديكتاتورا قاسيا وحليفا لإيران، وبذلك قد ترسم نهاية ثقافة سياسية في المنطقة»، لافتا إلى أن الوضع في سوريا يبدو وكأنه النهاية، حيث شبهه بفيلم سينمائي يتوقع مشاهدوه نهاية محتملة له. ويضيف «فريلاند» أن النقطة المحورية لهذه النهاية، هي مقتل أربعة من القادة العسكريين من الدائرة المقربة للرئيس السوري بشار الأسد. وأشار «فريلاند» لوجود شائعات تتعلق بأن «زوجة الأسد ستهرب إلى روسيا، بينما الأسد نفسه يختفي عن الأنظار إلى أن يظهر على التليفزيون ليثبت أنه حي يرزق، وهنا تكون نهايته الحتمية»، بحسب تعبيره. واعتبر «فريلاند» أن «سقوط الأسد لن يضعف إيران فحسب، بل سيشكل نهاية لثقافة سياسية في المنطقة، فالأسد هو الممثل الوحيد لشخصيات حكمت في بلدان الشرق الأوسط لأكثر من نصف قرن، وما بدأ مع عبد الناصر في مصر، أو حتى أتاتورك في تركيا، سينتهي مع الأسد الذي يقمع الاختلافات الاثنية والمحلية في بلاده، باسم الوطنية المتمركزة حول شخصه». واختتم «فريلاند» مقاله، قائلا: «سوريا على المحك.. والآتي غير واضح نظراً لاختلافات وانقسامات المعارضة». وفي تقرير آخر بشأن الأزمة في سوريا، تقول صحيفة «ديلي تليجراف» إن «وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، (سي آي آيه)، تشارك في سباق البحث عن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية، قبل فوات الأوان». وتشير الصحيفة إلى أن مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كشفوا عن أن الاستخبارات الأمريكية أرسلت ضباطها إلى المنطقة لتقويم برنامج التسلح السوري. وينقل التقرير عن أحد هؤلاء المسؤولين قوله: «مهمة ال(سي آي آيه) الأساسية الآن، هي العمل مع المنشقين العسكريين للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات في شأن أسلحة الدمار الشامل السورية». ويضيف المسؤول أن المخابرات الأمريكية تركز أيضا على رصد الاتصالات الهاتفية، ورسائل البريد الالكتروني وصور الأقمار الصناعية والمعلومات الاستخباراتية الأخرى، بهدف تحديد مكان وجود الأسلحة السورية. وتشير صحيفة «ديلي تليجراف» إلى أن سوريا لم توقع على معاهدة الأسلحة الكيماوية، التي تمنع استخدام وتخزين وإنتاج هذه الأسلحة، لافتة إلى أن الإدارة الأمريكية أبلغت كبار مسؤولي النظام السوري بأنهم سوف يتحملون المسؤولية لو فشلوا في تأمين الأسلحة الكيماوية. ويخلص التقرير إلى أن الإدارة الأمريكية لاتزال تفضل توجيه الأحداث في سوريا من وراء الستار.