فى محيط وزارة الداخلية التونسية بشارع الحبيب بورقيبة، أصبح الوضع مختلفاً، فالمقاهى التى كان روادها فقط من أفراد الشرطة فى عهد الرئيس المخلوع زين العابدين، تحولت بعد اندلاع الثورة التونسية إلى مكان لاستقبال السائحين. «مقاهى الثورة»، هكذا أطلق عليها التونسيون بعد اندلاع ثورتهم، حيث خرجت من أمامها المظاهرات والمسيرات التى كانت بمثابة الشرارة الأولى للثورة التونسية. مهدى الجيلاسى لم يكن يجرؤ على الجلوس فى مقاهى «الداخلية»، يقول: «تنفسنا الصعداء بمجرد سقوط النظام السابق واستطعنا من ثم ارتياد المقاهى التى تتوسط أكبر شوارع تونس، والتى لم نحلم يوماً أن نجلس عليها، نظراً للملاحقة اللصيقة من البوليس». محيط الداخلية الذى كان يعتبر مصدر الرعب للمواطنين أصبح الآن ساحة للمظاهرات والنقاش السياسى والاحتفالات، «أحمد» عامل فى أحد المقاهى يقول: «المكان الذى كان يبعث الرعب فى قلوب المواطنين أصبح الآن مكاناً للنقاش السياسى والاحتفالات». بعد أن تحولت المقاهى إلى مكان لاستقبال السائحين اعترض عدد من المجموعات السلفية على عمل تلك المقاهى خلال شهر رمضان، فيما أكد مصدر بوزارة الداخلية التونسية، أنه سيتم التواصل للعمل بالإجراءات التى ينص عليها القانون التونسى والذى يسمح للمقاهى السياحية بالعمل نهاراً، شرط إغلاق أبوابها وإقامة ستائر.