لم تقتصر الأزمات التى تواجهها اللجنة التأسيسية للدستور على الدعاوى القضائية التى تطالب بحلها، ولكنها امتدت إلى المحافظات، ففى أسيوط أعلن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى فى بيان أصدره الخميس رفضهم استقبال وفد اللجنة الذى يزور المحافظة واصفاً ما تفعله اللجنة بأنه مضيعة للوقت والتفاف على أحكام القضاء. وقال هلال عبدالحميد، عضو الهيئة العليا للحزب، إن موقف المصرى الديمقراطى واضح من عدم الاشتراك فى اللجنة لأن تشكيلها الثانى هو نفس تشكيلها الأول الذى أوقفته محكمة القضاء الإدارى لعيوب قانونية. وأضاف: جماعة الإخوان تصر على مصادرة الدستور، والالتفاف على القوانين وأحكام القضاء وتجول التأسيسية فى المحافظات نوعا من العبث ومحاولة لتجميل صورة قبيحة. وفى بنى سويف، فوجئ المحافظ المستشار ماهر بيبرس أثناء دخوله موتمر لجنة المقترحات والحوارات المجتمعية المنبثقة من الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور بجموع الحاضرين فى قاعة المؤتمرات بجامعة بنى سويف يهتفون «يسقط يسقط حكم العسكر»، وأعقب ذلك تصفيق الحاضرين. وقالت الدكتورة أميمة كامل، عضو لجنة الاقتراحات فى التأسيسية، إن أمين السر لا يستطيع أن يكتب التصفيق خلال المناقشات، وطلبت من الحضور الموافقة على وضع أقواس فى المحضر تعنى «تصفيقاً حاداً» حينما يصفق أعضاء المؤتمر. وكان مؤتمر لجنة المقترحات والحوارات المجتمعية المنبثقة من الجمعية التأسيسية للدستور شهد انسحاب العديد من ممثلى التيارات الليبرالية ومنظمات وهيئات المجتمع المدنى، ورؤساء الكنائس والأديرة ببنى سويف من المؤتمر، اعتراضا على سيطرة التيارات والأحزاب الدينية على الحضور وتأخر موعد بدء أعمال المؤتمر ما يقرب من ساعتين. من جانبه، توقع الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، أن يخرج الدستور كما يتمناه المصريون ويعبر عن جموع الشعب بكل أطيافه موضحا أن أعضاء الجمعية التأسيسية يبذلون مجهوداً كبيراً حتى يخرج الدستور معبراً عن الأمة المصرية. وقال البدوى خلال افتتاحه المقر الجديد لحزب الوفد بشبرا الخيمة، أمس الأول، إن الجدل حول تشكيل الجمعية التأسيسية يواجه تشكيل أى جمعية تأسيسية فى العالم لأن المشكلة تكون فى الاختيار وليس فى أداء الجمعية، مشيرا إلى أن المادة الثانية باقية كما هى ولن تمس الحقوق والواجبات والحريات.