أزمة قوية تتعرض لها العلاقة بين ألمانيا وإسرائيل فى الساعات الماضية بعد قيام إسرائيل بمنع وزير التنمية الألمانى، ديرك نيبل، و7 من مرافقيه من أعضاء البرلمان الألمانى من زيارة قطاع غزة أثناء جولته الحالية فى الشرق الأوسط للقاء ممثلى مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، وزيارة وحدة لتنقية المياه تم تنفيذها بتمويل من وزارة التنمية الألمانية فى قطاع غزة. ووضع الموقف الإسرائيلى الدبلوماسية الألمانية فى حرج، خاصة أن وزارة الخارجية أكدت وجود ضمانات فى هذا الشأن. وكانت «المصرى اليوم» قد وجهت سؤالا مباشرا لوزير الخارجية جويدو فيسترفيلله فى المؤتمر الصحفى الذى جمعه برئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض مؤخرا حول وجود ضمانات بإقامة ألمانيا مشروعات البنية التحتية ومتابعتها وعدم التعرض لها من قبل الاحتلال الإسرائيلى، فأجاب مقدما ضمانات ألمانية صريحة وبموافقة إسرائيلية، مشيرا إلى أن أفضل ما تفعله ألمانيا هو المساهمة الفعالة فى إقامة البنية التحتية للدولة الفلسطينية المنتظرة من أجل تحقيق السلام على أساس حل الدولتين وهو أيضا الحل الذى يحظى بتأييد من إسرائيل. وتسبب ذلك فى حالة من الغضب الشديد لدى الجانب الألمانى، الذى يبالغ عادة فى إظهار صداقته بإسرائيل بسبب ماضيه النازى، خاصة أنه جاء بعد فترة قليلة من أزمة قافلة «الحرية» التى شارك فيها عديد من الناشطين الألمان ومنهم عضوتان فى البرلمان «بوندستاج»، مما انعكس فى تصريحات غير مسبوقة، على حد تعبير وسائل الإعلام الألمانية، حيث أكد وزير التنمية الذى يشغل أيضا منصب نائب رئيس جمعية الصداقة الألمانية-الإسرائيلية خشيته من أن يؤدى منعه من زيارة القطاع إلى توتير العلاقة بين البلدين. واعتبر الوزير أن ما تفعله إسرائيل «خطأ سياسى كبير»، مؤكدا رفضه القاطع استمرار الحصار على غزة، وأشار فى تصريح لافت إلى أن «الحصار ليس دليلا على القوة بل دليل على الخوف الكامن». ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أجمع السياسيون الألمان من جميع الأحزاب الحكومية والمعارضة على انتقاد التصرف الإسرائيلى، وعلى رأسهم وزير الخارجية «فيسترفيلله» الذى أبدى أسفه الشديد للقرار الإسرائيلى، مضيفا أن هدف الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبى يظل هو الإنهاء الكامل للحصار على قطاع غزة. كما أكد «أندرياس شوكنهوف» نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحى الديمقراطى الحاكم أنه بمثل هذه الأعمال فإن إسرائيل تضر بمصالحها بنفسها، وطالب بعدم منع أى ضيف أو سياسى دولى من الدخول لقطاع غزة ، هذا بينما وصف «فولفجانج جيركه»، المتحدث باسم شؤون السياسة الخارجية لحزب اليسار المعارض، القرار بأنه «مخالف للقانون ومستفز». وقد وضع التصرف الإسرائيلى ألمانيا فى حرج شديد، خاصة أن الزيارة المخطط لها إلى قطاع غزة تأتى بعد اتفاق الحكومتين الألمانية والفلسطينية على إنشاء لجنة وزارية ألمانية فلسطينية مشتركة للتوجيه، تشمل عدة وزراء من الجانبين بهدف المساهمة بمشروعات ألمانية لدعم البنية التحتية للدولة الفلسطينية المقبلة.