تجددت أعمال العنف فى قرغيزستان، حيث وقعت مواجهات فى مدينتى أوش وجلال أباد جنوب البلاد، فى وقت حاول فيه عشرات الآلاف من الفارين من مناطق القتال دون جدوى عبور الحدود المغلقة مع أوزبكستان، وشهدت الأوضاع الإنسانية تدهورا خطيرا، بينما سحبت الحكومة المؤقتة طلبها بنشر مراقبين أجانب لحفظ السلام فى أوش ونشرت المزيد من قوات الأمن التى جابت شوارع المدينة، بينما تشهد البلاد بداية للتدخل الأجنبى بعد إيفاد الولاياتالمتحدة مبعوثا خاصة لبحث الأزمة بينما تدرس روسيا إرسال قوات حماية لقواعدها الجوية مما قد يهدد بفتح باب الصراع فى تلك الدولة التى تمزقها الحرب الأهلية أمام النفوذ الخارجى. وفى تطور لافت، وفور وصوله إلى بريطانيا طالبا اللجوء السياسى إليها، تم اعتقال مكسيم باكاييف، نجل الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف، المتهم باختلاس 35 مليون دولار، وطالبت الحكومة المؤقتة فى قيرغيزستان من لندن تسليمه، وسط اتهامات له بأنه من يمول أعمال العنف للقيام بانقلاب مضاد، وقال ألماز بك أتانباييف -النائب الأول لرئيسة الحكومة- أن مكسيم وأفرادا من عائلة الرئيس المخلوع مولوا أعمال الشغب والعنف فى الجنوب، فى محاولة للإطاحة بالحكومة المؤقتة، وإعاقة الاستفتاء المقبل، بينما رفض الرئيس المخلوع تلك الاتهامات، مؤكدا أن الحكومة المؤقتة لا تسيطر على الأوضاع وكانت الحكومة المؤقتة طالبت روسياالبيضاء بتسلمها باكييف لكن مينسك رفضت الطلب. وقالت رئيسة الحكومة المؤقتة روزا أوتونباييفا إن المواجهات بين الأوزبك والقرغيز فى جلال آباد وأوش تراجعت، وجددت تأكيدها إجراء الاستفتاء بشأن الدستور الجديد للبلاد فى موعده المقرر هذا الشهر. وأكدت أن الوضع تحت السيطرة بشكل عام، ولكن مازالت هناك مواقع الوضع فيها متوتر، واعترفت بوجود مشكلة فى إيصال المساعدات الإنسانية إلى مواقع النزاع حيث اضطرت الحكومة لإيصال الخبز جوا. ومع صعوبة وصول عشرات الآلاف من الأوزبك الفارين من مواقع المواجهات العرقية إلى الدول المجاورة، تتفاقم حدة الأزمة الإنسانية لصعوبة وصول المساعدات وتحدث العديد من الفارين عن تعرضهم لجرائم اغتصاب وتعذيب.