رصدت وكالة «رويترز» للأنباء كيف يمكن أن تتخطى التجارة الموانع السياسية وأن تنتصر عليها، وذلك عن طريق تسليط الضوء على ارتفاع مبيعات شركة أبل الأمريكية داخل إيران، رغم العقوبات الاقتصادية التى يفرضها الغرب و أمريكا على طهران، بسبب برنامجها النووي. ولفتت الوكالة الانتباه إلى وجود أكثر من 100 متجر في العاصمة الإيرانية التي تبيع منتجات أبل علانية، وكثيرًا ما يكون مقابل سعر لا يزيد كثيرًا على الأسعار الأمريكية. وأكدت الوكالة أن إيران سوق سريع النمو فى مجال تحميل برامج الكمبيوتر، حيث يقوم الإيرانيون بتسجيل حسابات على أبل بعناوين يجرى اختيارها بشكل عشوائي خارج البلاد ويستخدمون بطاقات هدايا أجنبية لدفع مقابل المنتجات التي يحصلون عليها، بسبب ولعهم بالتكنولوجيا حسب وصف «رويترز». وحاولت الوكالة الحصول على تعليق من المتحدث باسم «أبل» إلا أنه أحالها إلى سياسة الشركة للرقابة على الصادرات التي تقيد الشركة أو أي شركة تابعة لها في تصدير المنتجات إلى إيران. وقال علي أفغاه، المتحدث باسم شركة «أبل إيران»، وهي إحدى الشركات العاملة فى مجال بيع منتجات أبل فى إيران، إن من بين زبائنها عدد من الشركات للحصول على خدماتها. وقال أفغاه إنه إلى جانب البنوك الكبرى في إيران هناك أيضا هيئة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية وصحف ومجلات. وأضاف: «هناك على الأقل ألف محرر في إيران يستخدمون أجهزة ماك.. إن لم يكن أكثر». إلا أن مسؤولو الحكومة الإيرانية أو محررو الصحف رفضوا التعليق عما إذا كانوا يستخدمون تكنولوجيا أبل. وأشار ماجد توسلي، صاحب شركة «رادان ماك» المتخصصة فى بيع منتجات أبل، إلى أنه رغم العقوبات إنه ليس هناك نقص في التجارة، بسبب حب الإيرانيين لأحدث تكنولوجيا. لكن المبيعات تتعرض لصعوبات كبرى وهناك مخاطر كبيرة في الاستثمارات. وشأنه شأن الكثير من التجار، فإنه يفضل أن يرسل طلبات مباشرة من الموزعين في هونج كونج وسنغافورة وماليزيا. لكن تشديد الحظر على النظام المالي الإيراني منذ بداية العام يجعل الشحنات المباشرة الآن تنطوي على مشاكل أكثر خاصة إن كانت كبيرة. وأكد أنه يستعين بدبي أو تركيا كنقطة تحويل بديلة لكن هذا يتطلب رسوما جمركية ورسوم شحن إضافية. كما لابد من دفع الجمارك الإيرانية وهي تمثل نحو أربعة في المئة للمنتجات المحمولة و60 في المئة على المكونات الأكبر مثل أجهزة الكمبيوتر والشاشات من ماك. حتى رغم ذلك تظل الأسعار تنافسية مع تجار أبل الرسميين خارج إيران. وكثيرا ما يتمكن تجار أبل في إيران، من الحصول على أحدث موديلات للشركة خلال أسابيع من صدورها وبأسعار معقولة. كما تظهر أحدث إصدارات عبر مسافرين يشترونها من الخارج ويعيدون بيعها بأسعار مبالغ فيها. ويمثل الحصول على قطع غيار تحديا على وجه الخصوص. وتجتذب رادان ماك الزبائن من خلال عرض عقد صيانة لمدة عام مع كل المبيعات. وفي ظل غياب مصدر يعتمد عليه لقطع الغيار كثيرًا ما يتعين على فريق توسلي أخذ قطع غيار من أجهزة كمبيوتر جديدة لإصلاح الأجهزة القديمة. ويقول: «إنها واحدة من أصعب المسائل التي نواجهها». واختتم كلامه بقوله: «لقد قمت بنفسي بتركيب أكثر من أربعة آلاف جهاز ماك هنا.. من المفترض أن تكون أبل فخورة بي لكنها لا تعرفني أصلا. هذا يجرحني. هذا يجرحني حقا».
