الكاتب البريطانى باتريك كوكبرن، أكد فى صحيفة «إندبندنت» أن معالجة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان لأزمة غزة «وضعته فى بؤرة الضوء ووضعت تركيا فى مركز السياسية الإقليمية»، وقال كوكبرن: «منذ أن اقتحمت قوات الكوماندوز الإسرائيلى سفينة المساعدات إلى غزة وقتلت 9 ناشطين برز وجه أردوجان.. الرجل الذى قاد إدانات الغارة فى عناوين الصحف وعلى شاشات التلفاز فى أنحاء الشرق الأوسط». وأوضح كوكبرن أن الإخفاق الدموى الإسرائيلى قاد إلى تغيير حاسم فى ميزان القوة فى المنطقة مشيراً إلى أن دور أردوجان الشخصى ستكون له أهمية دائمة فى أنحاء المنطقة «وبقيادته ستصير تركيا مرة أخرى لاعبا قويا فى الشرق الأوسط لدرجة لم تحدث منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية فى نهاية الحرب العالمية الأولى». وأبدى الكاتب البريطانى دهشته من أن تركيا- بسكانها البالغ عددهم 72 مليون نسمة وثانى أكبر قوات مسلحة فى حلف شمال الأطلسى (ناتو) بعد الولاياتالمتحدة- لم يكن لها دور رئيسى فى الشرق الأوسط قبل الآن. وقال: «لو أن تهديدات أردوجان لإسرائيل جاءت من زعماء آخرين فى الشرق الأوسط لكان من الممكن تجاهلها لأن أنظمة هؤلاء الزعماء ضعيفة ولا هم لهم إلا التمسك بالسلطة.. ولكن تركيا مختلفة لأنها تنمو بسرعة فى قوتها السياسية والدبلوماسية والعسكرية». وتعمق كوكبرن فى سيرة أردوجان عبر قراءة جيدة لأسلوبه وفهم دقيق لسياسته حيث رأى أن سجل رئيس الوزراء التركى المسلم يشهد بأنه سريع فى استغلال أخطاء الآخرين إلا أنه يحب أن يختار الوقت الذى يناسبه وهو حريص على ألا يبالغ فى قوته.