كثيرون راهنوا على «المصرى اليوم» وأكثرهم من حاول قذفها بالطوب، لكنها دوما فى علاقتها بالقارئ، الذى انتصر لها، كانت معه أشبه بنخلتين كلما تآمرت عليهما الريح تعانقا، لتزداد الثقة ويكبر الحب، بمرور الوقت، لتتحول الصحيفة إلى ظاهرة صحفية تعصى على التكرار، بعد أن عاش كل من يعمل بها، من العامل إلى رئيس التحرير، شهورا طويلة، أشبه بمن يحمل نعشه على كفه كل يوم، ويتساءل: هل يكتمل الحلم ليتحول إلى معجزة، أم يلملم كل منا أغراضه من مكتبه ليعود إلى منزله وأسرته يجر خلفه أذيال الفشل؟ وما كان من الجميع سوى الإيمان بالحكمة القائلة: لا داعى للخوف من صوت الرصاص، فالرصاصة التى تقتلك لن تسمع صوتها. ولم يكن هناك بديل عن التحدى رغم الصعوبات، والتمسك بالحلم رغم العقبات، والمثابرة رغم الخسائر وتراجع أرقام التوزيع، إيمانا بأنه من الأولى لنا أن نعانى لقولنا الصدق بدلاً من أن نكافأ من أجل الكذب.. ومرت الأيام والأسابيع والشهور ليكتشف القارئ أن هناك صحافة لم يكن يعرفها.. وهكذا عرَّت «المصرى اليوم» «المطبلاتية» فى بلاط السلطة و«صحافة الريموت كونترول». ولأن الإنسان الناجح هو من يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم وينصت بأذنيه وعقله قبل أن يفتح الناس أفواههم.. ولأن الخط المستقيم هو أقصر الطرق بين نقطتين، نجحت «المصرى اليوم» وألقت حجر الصدق والتميز والنزاهة، ليحرك المياه الراكدة فى بلاط صاحبة الجلالة.. وتصعد الصحيفة التى كان يضعها الباعة أسفل صحف الحكومة والجرائد الصفراء إلى صدارة المشهد لتصافحها بيمينك كل صباح، وتضعها بين يديك أينما ذهبت، ليخسر كل من راهن على فشل التجربة واغتيال الحلم، وتنجح «المصرى اليوم» بالقارئ الذى احترمت الصحيفة عقله، فوهبها ثقته، ويعود المنافقون إلى جحورهم التمليك والمفروشة، ممن تعاملوا مع صحفهم باعتبارها زواج متعة مدفوع الأجر. هكذا خاضت «المصرى اليوم» معركة شرسة مع الجهل والنفاق، دون أن يكون معها سوى أقوى سلاح، هو القارئ، الذى ارتفع بأرقام التوزيع إلى مستويات غير مسبوقة فى تاريخ الصحافة.. وأقولها صريحة على مسؤوليتى الشخصية: إن توزيع «المصرى اليوم» فى الشارع هو أقوى توزيع فى أنحاء مصر. هكذا بدأت رحلة الصحيفة من مجرد حلم يصعب تحقيقه إلى حقيقة أدرك قيمتها القارئ بمرور الوقت، وتحولت مع الأيام إلى صداع مزمن فى رأس الفاسدين، ومعجزة دفعت بالبعض من كهنة النفاق إلى أن يضربوا أخماسا فى أسداس، ورؤوسهم فى الحائط، بحثا عن سر خلطة «المصرى اليوم» التى كان لوجودها مفعول السحر، فذهب البعض إلى الخبراء يستشيرونهم فى سر ذلك الإعجاز، أملاً فى محاكاة التجربة وتقليد الصحيفة، فيما ذهب آخرون إلى أساتذة الطب النفسى، ليعالجوهم من «فوبيا الحقد على (المصرى اليوم)»، التى نجحت فى نزع فتيل كذبهم وزيفهم.. وهكذا كان القارئ الذى ظنت «صحافة الورنيش» أن عقله قاصر وبصيرته عمياء وفكره غير متاح حاليا، فصفعها لطمة قوية أفقدتها وعيها واتزانها، ليصبح القارئ، الذى كان ولايزال الجندى المجهول فى معركة «المصرى اليوم»، هو صاحب الإنجاز والفضل الذى يطوق أعناقنا، وثقته التى لا يمنحها إلا لمن يستحقها، دون أن يزايد عليها أو يتاجر بها، فالمرء قد يخدع بعض الناس كل الوقت، لكنه محال أن يخدع كل الناس كل الوقت. أنت وحدك عزيزى القارئ وراء تلك المعجزة، التى تطالعها كل يوم فى الشارع والأتوبيس والقطار وعلى المقاهى ولدى الباعة، الذين يستحيل أن يشتريهم أحد أو يرشوهم، لتنجح «المصرى اليوم» وتسقط الشعارات البراقة وتربك الأيادى المرتعشة، لتبقى الحقيقة وينتصر الصدق ويتوحد القارئ مع صحيفته التى ازدادت ثقته بها مع «العشرة» فالكلمات مثل الثمار تحتاج وقتا لتنضج.. وها أنت و«المصرى اليوم» تحتفلان معا بعيد ميلاد صحيفتك الأثيرة، التى تعترف لك بالفضل والعرفان، مع كل خفقة فى قلب كل من يعمل بها.. فقُبلة إلى قلب كل قارئ احترمنا عقله فمنحنا ثقته.. وصفعة على وجه كل فاسد لا يخفق قلبه سوى ب«الزيف». وتبقى كلمة لجندى مجهول آخر يمنح ويضحى فى صمت ويبذل الكثير من وقته ومجهوده لإنجاح هذا المولود الذى أصبح عملاقا خلال هذه السنوات القليلة، وهو إدارات الموارد البشرية والشؤون المالية والإدارية، إلى جانب إخوتى وزملائى فى قسم التوزيع.. ولهم منى كل الشكر والحب.. وكل سنة وأنتم و«المصرى اليوم» فى تقدم وازدهار. مجدى الحفناوى مدير إدارة التوزيع ب «المصرى اليوم»