انتقلت أزمة انتخابات مجلس الشورى التى فاز بها الحزب الوطنى بنسبة 96.5٪، إلى مجلس الشعب، وبدأ عدد من النواب فى تقديم طلبات إحاطة وبيانات عاجلة للدكتور فتحى سرور، رئيس المجلس، حذروا فيها من تداعيات تزوير الانتخابات. وقال النائب المستقل جمال زهران فى بيان عاجل وجهه لرئيس الوزراء إن النتيجة وطريقة التزوير من تسويد بطاقات الانتخاب وبلطجة ورشاوى كشفت النوايا «الخبيثة» للحزب الحاكم، مشيراً إلى أن وقائع الانتخابات أثبتت استحالة إجراء انتخابات حرة ونزيهة فى ظل وجود هذه الحكومة، وفى ظل القوانين والدستور الحالى الذى ألغى الإشراف القضائى على الانتخابات وفى ظل غياب رقابة حقيقية للمجتمع المدنى والرقابة الدولية. وأضاف زهران أن انتخابات الشورى أكدت إصرار الحكومة على تمكين الحزب الوطنى من احتكار السلطة البرلمانية، ومن ثم إضعاف هذه السلطة لتفعل الحكومة ما تشاء فى الدولة والمال العام، وتساءل: هل يعقل ألا يكون لحزب الوفد عضو ناجح فى الشورى.. وهل هذا عدم رضا على نقل السلطة من محمود أباظة إلى الدكتور السيد البدوى؟. وهل جماعة الإخوان التى تتمتع بشعبية حقيقية لا تستطيع أن تحظى بكرسى واحد؟ واعتبر زهران ما حدث بروفة لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، مطالباً بمد عمل مجلسى الشعب والشورى حتى نهاية يوليو 2010 لإقرار مشروع قانون مباشرة الحقوق السياسية، وإقرار جداول انتخابية جديدة وإعادة الإشراف القضائى والقبول برقابة المنظمات الدولية والإقليمية على الانتخابات، وقال: دون هذه الضمانات على الحكومة تحمل تداعيات الانفجار الشعبى بسبب تزوير الانتخابات بصورة فاضحة تسىء إلى مصر فى الداخل والخارج. من جانبه قال النائب المستقل مصطفى بكرى فى طلب إحاطة وجهه لرئيس الوزراء ووزيرى الداخلية والعدل إن ما يثير الاستغراب هو حصول مرشحى الحزب الحاكم فى هذه الانتخابات على أرقام خرافية تصل لأكثر من 200 ألف صوت للمرشح الواحد، وهو أمر لم تشهده الحياة البرلمانية من قبل، خاصة مع عزوف الناس عن المشاركة، حتى إن من حاولوا المشاركة تم منع أعداد كبيرة منهم بحجة عدم امتلاكهم البطاقة الانتخابية الحمراء، وانتقد النائب قيام أجهزة الأمن بمنع مندوبى المرشحين المستقلين والمعارضين فى العديد من الدوائر الانتخابية من دخول اللجان، وعجز مئات المرشحين عن الحصول على توكيلات لمندوبيهم من أقسام الشرطة دون سند أو مبرر قانونى، وأضاف أن لديه أوراقاً تثبت ملء الصناديق ببطاقات إبداء الرأى قبل فتح اللجان، وإرسال خطابات من الحزب الوطنى إلى الجهات والشركات الحكومية لاحتسابه يوم إجازة لمندوبى مرشحى الحزب فى هذه الدوائر، واستخدام الباصات الحكومية والوجبات الغذائية المقدمة من جهات رسمية لمساندة مرشحى «الوطنى»، مشيراً إلى أن ما حدث يسرب اليأس والإحباط فى نفوس الناس ويدفعهم إلى الكفر بالإصلاح السياسى وفقدان الأمل فى التغيير، كما يقدم شهادة للمتربصين بمصر ويدفع من ينادون بالاستقواء بالخارج إلى الاستمرار فى تبنى هذا الخطاب.