بعضنا يعرف قصة (المسحراتى) الذى أراد أن يورث المهنة لولده من بعده بناءً على طلب من عمدة القرية حتى لا تضيع وتندثر المهنة، فقام المسحراتى بقسمة البلد بينه وبين ولده إلى نصفين قسم يطبل فيه الولد والقسم الآخر يطبل فيه الأب، فإذا بالأب يفاجأ فى اليوم الأول أن الولد قد طبل فى نفس القسم الذى طبل فيه أبوه، فذهب المسحراتى الأب إلى حضرة العمدة ليقول له: «يا حضرة العمدة الواد بيطبل فى المتطبل». وما حال الحكومة الحالية من قصة المسحراتى وولده ببعيد فرغم أنها الحكومة الإلكترونية أو حكومة رجال الأعمال إلا أنها أيضاً كسابقيها من الحكومات تطبل فى المتطبل بعد أن أنهت على البقية الباقية من أمل لدى المصريين فى الحياة الآمنة الكريمة و(المدنية) لشعب لا يليق به أبداً أن يهان بتمديد قانون الطوارئ، وفى الواقع فإن هذا القانون هو الضامن الوحيد لاستمرار الفساد فى هذا البلد وأوله تزوير الانتخابات.. ذلك لأن طول بقاء هذا القانون - من وجهة نظرى - قد استحدث طبقة من الارستقراطية السياسية لدى كبار رجال الدولة وهم أصحاب الحزب الحاكم جعلتهم أبعد ما يكونون عن الشارع المصرى وجعلتهم يعتقدون اعتقاداً راسخاً أن الغلبة تكون لهم دوماً، أتعجب كيف يبقى الريف المصرى العظيم طوال تلك السنين بدون صرف صحى، سوى 4٪ فقط حتى «باشت» بيوت الفقراء!! ولكى يبنوا بيوتهم من جديد عليهم أن ينتظروا حتى عام 2011 إذ ربما تهبط أسعار الحديد حتى يفوز مرشح الحزب الأرستقراطى الذى أصبح الآن أشد عزماً وتصميماً عما مضى فى السابق!!.. وصدق الشاعر: شعب يخال الرغيف فى البعد بدراً.. ويظن اللحوم صيداً حرام.. شعب إذا أصاب الرغيف من بعد كد.. صاح من لى بأن أصيب الإدام!! محمد سعيد النجار [email protected]