بمجرد تسرب أخبار بين الوفديين تؤكد فوز الدكتور السيد البدوى سادت حالة من الإحباط بين أنصار محمود أباظة، مما دفع منير فخرى عبدالنور، اليد اليمنى لأباظة، سكرتير عام حزب الوفد، لمحاولة إقناع أباظة بالانصراف قبل إعلان النتيجة، وكاد أباظة يغادر مقر الحزب قبل أن يتدخل محمد كامل، عضو الهيئة العليا، ويطلب منه البقاء لحين إعلان النتيجة النهائية. دقائق من القلق والتوتر قضاها محمود أباظة قبل إعلان النتيجة، حيث أخذ جانباً بعيداً فى الحزب وبدأ يدخن بشراهة، وجلس حوله بعض مؤيديه، بينما جلس منير فخرى عبدالنور وعلى وجهه ملامح القلق، وردد: «لسة النتيجة ماظهرتش»، وبمرور الوقت بدأ أنصار أباظة فى الانصراف، وتفرق من تبقى منهم فى مجموعات صغيرة. قيادات الوفد المناصرة لأباظة تسللوا واحداً تلو الآخر من ممر ضيق فى نهايته، وبكى عدد منهم فى الوقت الذى امتلأ فيه الحزب بضجيج الاحتفال بفوز البدوى، وكان عصام شيحة، عضو الهيئة العليا للحزب، أول من تساقطت دموعه بجوار الباب الرئيسى ثم محمد سرحان، نائب رئيس الحزب، الذى جلس وسط عدد من الأعضاء متجهم الوجه، ومحمود على، عضو الهيئة العليا. بمجرد إعلان إبراهيم درويش، الفقيه الدستورى، النتيجة النهائية من منصة الحزب، تحامل أباظة على سواعد مؤيديه وصعد إلى جوار السيد البدوى، وألقى كلمته النهائية كرئيس «سابق» لحزب الوفد على مدار 4 سنوات ماضية، قائلاً: «عملى الحزبى مستمر، ولن ينقطع لأن الوفد بيت كل الوفديين وأنا مازلت عضواً فيه وفى هيئته العليا، بالإضافة إلى أننى رئيس الكتلة البرلمانية للحزب ورئيس كتلة المعارضة تحت قبة البرلمان»، وأمسك أباظة البدوى وبدراوى وعبدالنور ورفعوا أياديهم متشابكة، وخرج أباظة من الحزب وعلى وجهه مشاعر اختلطت فيها الدهشة بالغضب بمحاولة تقبل الأمر الواقع، وسط بكاء مؤيديه وهتافاتهم «عاش محمود أباظة.. عاش محمود أباظة» وأخذ سيارته السوداء «ملاكى الشرقية» وانصرف.