رئيس جامعة القاهرة يشهد تحية العلم الوطني أول أيام العام الدراسي الجديد (فيديو)    قالوا ايه علينا دول، كورال جامعة القاهرة يقدم الأغاني الوطنية (فيديو)    وزير التعليم العالي يطمئن على انتظام الدراسة بجامعة حلوان    البنوك تبدأ تدبير الريال السعودي نقدا بغرض العمرة.. فما الأوراق المطلوبة؟    ارتفاع أسعار اللحوم والجبن وزيت عباد الشمس اليوم السبت في الأسواق (موقع رسمي)    وزير الاستثمار: تنفيذ إجراءات اقتصادية لتحقيق النمو الشامل برؤية مصر 2030    زعيم المعارضة الإسرائيلية بعد أنباء مقتل حسن نصر الله: من يهاجمنا سيموت    بصمة دائمة للملك، أرقام محمد صلاح أمام وولفرهامبتون قبل لقاء اليوم    الداخلية: استحداث سيارات مجهزة لاستخراج جوازات السفر وشهادات التحركات    "الثقافة" تكرم فريدة فهمي وعبد المنعم عمارة بمهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية    زوار يقبلون ضريح عبد الناصر فى ذكرى رحيله    رانيا فريد شوقي وحورية فرغلي تهنئان الزمالك بحصد السوبر الإفريقي    عمرو سلامة يوجه الشكر ل هشام جمال لهذا السبب    رئيس هيئة الدواء: أزمة نقص الدواء تنتهي خلال أسابيع وتتبنى استراتيجية للتسعيرة العادلة    إصابة 3 أشخاص في حادث على طريق العريش الدولي بالإسماعيلية    رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بعد الإعلان عن مقتل نصر الله: هذا ليس آخر ما في جعبتنا    عرض فيلم الطير المسافر" بليغ عاشق النغم" بنقابة الصحفيين    خطة المدن الجديدة لاستقبال فصل الشتاء.. غرف عمليات وإجراءات استباقية    4 نوفمبر المقبل .. وزارة الإسكان تشرح للمواطنين مزايا التصالح على المباني المخالفة    تداول 47 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    أبرزهم بكرى.. حشود تتوافد على ضريح ناصر إحياء لذكرى وفاته.. صور    30 يومًا.. خريطة التحويلات المرورية والمسارات البديلة بعد غلق الطريق الدائري    بأوتبيس نهري.. تحرك عاجل من محافظ أسيوط بعد فيديوهات تلاميذ المراكب    وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديموقراطية    إيران تتعهد بملاحقة إسرائيل في المحافل الدولية    الهند تحذر:استمرار باكستان في الإرهاب سيؤدي إلى عواقب وخيمة    أسعار الدواجن ترتفع اليوم السبت بالأسواق (موقع رسمي)    تشكيل أرسنال المتوقع أمام ليستر سيتي.. تروسارد يقود الهجوم    في اليوم العالمي للمُسنِّين.. الإفتاء: رعاية كبار السن واجب ديني واجتماعي يجب الالتزام به    جمهور الزمالك يهاجم إمام عاشور واللاعب يرد (صور)    وزارة الصحة: إرسال قافلة طبية لدولة الصومال لتقديم الخدمات الطبية    رئيس الرعاية الصحية يلتقي عددًا من رؤساء الشركات لبحث سبل التعاون    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة تستهدف بعلبك والمناطق الجنوبية اللبنانية    أستاذ علوم سياسية: إسرائيل دولة مارقة لا تكترث للقرارات الدولية    إنفوجراف| حالة الطقس المتوقعة غدًا 29 سبتمبر    مجسمات لأحصنة جامحة.. محافظ الشرقية يكرم الفائزين في مسابقة أدب الخيل    مقتل شخص في مشاجرة بسبب خلافات سابقة بالغربية    قرار جديد من المحكمة ضد المتهم بقتل عشيق شقيقته بأوسيم    الباذنجان 3.5 جنيه، ننشر أسعار الخضراوات اليوم السبت بسوق العبور    "القاهرة الإخبارية":الاحتلال الإسرائيلي مستمر في تحقيق أهدافه بلبنان    4 شهداء في قصف للاحتلال وسط قطاع غزة    عقوبات الخطيب على لاعبي الأهلي بعد خسارة السوبر؟.. عادل عبدالرحمن يجيب    أمين الفتوى: حصن نفسك بهذا الأمر ولا تذهب إلى السحرة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط» 28 سبتمبر 2024    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    اليوم.. جامعة الأزهر تستقبل طلابها بالعام الدراسي الجديد    جوميز: الزمالك ناد كبير ونسعى دائمًا للفوز    مع تغيرات الفصول.. إجراءات تجنب الصغار «نزلات البرد»    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    عبد المجيد: التتويج بالسوبر سيمنحنا دفعة معنوية لتحقيق الدوري والكونفدرالية    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ نعيم قاسم الرجل الثانى ب«حزب الله» فى حوار خاص ل«المصري اليوم»: (2-2) لم نتدخل فى شؤون مصر الداخلية.. ونقدِّر دورها فى دعم القضية الفلسطينية

فى الجزء الثانى من حواره مع «المصرى اليوم»، نفى الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، تدخل الحزب فى الشؤون الداخلية لمصر، مؤكدا أن الحزب لا يريد أن يدخل فى أى صراع سياسى مع القاهرة، ولكنه فى الوقت نفسه، وصف الأحكام الصادرة ضد خلية حزب الله ب«الظالمة»،
وقال إن أبعادا سياسية تحكمت فى إصدارها، ولذلك، فإن الحزب سيسلك الطرق الدبلوماسية والسياسية، حتى يصدر الرئيس المصرى عفوا عن المتهمين.
واستنكر قاسم جريمة قتل الشاب المصرى فى كترمايا، وقال إن جريمة مقتل العائلة اللبنانية مروعة، وأنه إذا كان الشاب المصرى ارتكبها، فكان لابد أن تتم محاكمته حسب القانون، لا أن يتم قتله بواسطه الأهالى.. وإلى نص الحوار:
■ بماذا ترد على اتهام عناصر بحزب الله بأنها وراء اغتيال رفيق الحريرى؟
- لا علاقة لحزب الله باغتيال الحريرى، لا من قريب ولا من بعيد، وقد جرى عمل المحكمة الدولية خلال 4 سنوات، وكان حزب الله بعيدًا عن هذه الدائرة، وما يقال هو خيال وسائل الإعلام، لأن المحكمة لم تقل شيئا حتى الآن، وبالتالى نحن فى انتظار ما ستقوله المحكمة لنبنى عليه ردنا، ولا نريد أن نناقش أو نرد على أخبار صحفية، فحتى الآن ما حدث بالفعل هو طلب بعض الشهود الذين يناصرون حزب الله أو من عناصر حزب الله، ولم تتعد المسألة هذه الحدود، أما فيما سيجرى فى المستقبل، فدعنا ننتظر ليكون الموقف منسجما مع ما سيحصل.
■ هل تتوجسون من تحركات سعد الحريرى سواء كانت على المستوى العربى أو الغربى؟
- سعد الحريرى يتحرك بقضايا لها علاقة بالشؤون اللبنانية، لإنجاح تجربته كرئيس للحكومة وتأدية خدمات تنعكس على لبنان، وبالتالى لا يوجد ما يثير عندنا أى انزعاج أو أى علامات استفهام على هذه الزيارات الطبيعية جدا لرئيس حكومة بلد يريد أن يعقد اتفاقات، وأن يرى الأفق السياسى وأن يبدى وجهة نظره، فنحن لا نتوجس مطلقا من زيارات الرئيس الحريرى، فهى زيارات رئيس حكومة بلد لبلدان مختلفة.
■ المواطن العربى غالبا ما يثق فى بيانات حزب الله.. هل بالفعل الحزب قادر على ردع إسرائيل إذا ما قررت العدوان؟
- أمامنا كحزب الله تجارب كثيرة مع إسرائيل، لعل الناس تستحضر تجربة يوليو 2006، فهى تجربة فارقة ومهمة، وأذكركم بعدوان يوليو 1993 وعدوان أبريل 1996، وقد كان لهذين العدوانين أيضا التأثير البالغ، واستطاع حزب الله أن يهزم إسرائيل، لكن كانت الهزائم محدودة، وأستطيع أن أطمئن المواطنين العرب بأن الحزب اتخذ خياره بشكل واضح منذ 1982، وهذا الخيار لم يتراجع عنه لمواجهة المشروع الإسرائيلى فى المنطقة وهذا الخيار يتجدد يوما بعد يوم وقد نجح.
■ السيد حسن نصر الله وصف الأحكام على خلية حزب الله فى مصر بأنها أحكام سياسية.. فما هى القنوات السياسية التى يسير فيها الحزب لحل تلك القضية؟
- الأخ منصور هو من الإخوة المجاهدين الأفاضل الذين عملوا على دعم القضية الفلسطينية، وكانت مهمته الأساسية والوحيدة مساندة أهل غزة بمواجهة التحديات الكبيرة للشعب الفلسطينى، وكل العالم يعرف تلك المهمة وهذا الموقف، لأن المسألة أصبحت مكشوفة، وكذلك حزب الله من اللحظة الأولى أعلن مفاخرا ومعتزا بأن الأخ منصور هو شاب مجاهد، وكان يعمل بهذا الهدف، ولكننا فوجئنا فى هذه القضية بأحكام مبنية على مقدمات لا أساس لها من الصحة، وحديث عن ما تم تسميته بالخلية لحزب الله، ووصف الأخ منصور والإخوة المجاهدين معه بأنهم يريدون تخريب مصر، والقيام بأعمال إجرامية، وذلك مخالف تماما للحقيقة.
وبما أن هذه المحكمة تصدر أحكامًا غير قابلة للنقض، فلم يعد أمامنا سوى المتابعة السياسية، لأن رئيس الجمهورية يملك صلاحيات العفو، ولا بد من التواصل مع جهات مؤثرة للوصول إلى حل لهذه القضية، خاصة أن حزب الله لا يريد أن يدخل فى نزاع سياسى مع مصر، ولا يريد إثارة قضايا ذات طابع خاص معها، والحكومة المصرية تعرف تماما أن الحزب لديه أولوية منصرف إليها وهى أولوية مواجهة المشروع الإسرائيلى، والاهتمام بواقعه الداخلى اللبنانى. ومن هنا ليس لدى الحزب أى تطلعات إلى الداخل المصرى، وليس للحزب علاقة بما يجرى بين الحكومة والشعب أو فى القضايا الأخرى التى تهم مصر، وبالفعل نحن تجنبنا كحزب أن نناقش أى قضية سياسية تمس العلاقة مع مصر خلال الفترة السابقة.
نحن نقدر تماما دور الشعب المصرى ودور الجيش المصرى فى تاريخ مساندة ودعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، فمصر لها دور كبير فى قضايا العالم العربى والإسلامى، نحن نريد لمصر هذه الصورة المشرفة ولا نريد لها أى صورة أخرى، فى النهاية الشعب المصرى شعب له تاريخ وله تضحيات كبرى، ومن الخطأ أن تذهب هدرا، بل يجب العمل دائما على إبراز هذه الخصوصية وهذا لمصلحة الجميع.
■ لكن فى الحرب الأخيرة على غزة تهكم السيد حسن نصرالله على مصر وذلك أساء للشعب المصرى وأغضب الشعب والنظام معا؟
- أنا أرفض الحديث عن تهكم من قبل سماحة الأمين العام على أى شى يتعلق بمصر، ما حدث أن غزة كانت واقعة تحت عملية إبادة منظمة، وكان يمكن لفتح معبر رفح أن يسقط المشروع الإسرائيلى أو يساعد على التخفيف من أخطاره، ورأى سماحته أن المصريين الذين أعطوا الكثير لمصلحة القضية الفلسطينية بإمكانهم من هذه اللحظة أن يعطوا أيضا، كان يشير إلى هذا المعنى ولم يكن يتدخل لا فى الشأن المصرى ولا فى الخصوصية المصرية، ولا يوجد تهكم ولا تدخل فى الشؤون الداخلية.
■ ولكن السيد نصر الله قال: بدلا من أن نجلس فى الغرف المكيفة علينا أن نذهب ونحرر فلسطين.. وذلك يعتبر تدخلا فى الشأن المصرى؟
- أتمنى أن تعود إلى التصريح مرة أخرى، ستجد أن التصريح يطالب بنصرة القضية الفلسطينية من جهة مشهود لها أنها كانت دائما إلى جانب القضية الفلسطينية، ولا يوجد أكثر من هذا، وعلى كل حال نحن اعتبرنا أن هذه المرحلة طويت والشعب المصرى محب للمقاومة، ولا يقاس موقفه بلحظة قد لا تكون فى محلها وفى تفسيرها، وإنما يقاس بأمانيه بحق المقاومة، نحن نعتبر الشعب المصرى إلى جانب القضية الفلسطينية حاله كما هو حال كل العرب.
■ بماذا تفسرون تصريحات وزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط باعتبار إسرائيل عدوا وأن مصر ستقف بجوار الشعب اللبنانى وسوريا إذا وقعت الحرب؟
- نحن نرحب بكل موقف يحمى المقاومة ولبنان وفلسطين، ولكن لا أريد أن أدخل فى مناقشة تصريح، ولكن إذا كان مقصودك العلاقة بين حزب الله ومصر وإمكانية ترميم هذه العلاقة وفتح أبواب للمعالجة، فالإمكانية موجودة من طرفنا وقد طرقناها، ولكن هل مصر مستعدة لذلك؟! هذا ما يمكن استكشافه من خلال قنوات غير مباشرة للاتصال فى بداية الأمر، وبعد ذلك فإن الأمور تقاس بحسب أهمية وقناعة كل من الطرفين فى هذا الأمر.
■ ما حقيقة ما قيل من أن هناك تعهدات من حزب الله بعدم التدخل مرة أخرى فى الشؤون المصرية مقابل الإفراج عن خلية حزب الله؟
- حزب الله لم يتدخل فى الشؤون المصرية، ولن يتدخل، ولا حاجة لرسائل ملتبسة أو كواليس، نحن واضحون ونقولها فى الإعلام: لا علاقة لنا بالشؤون المصرية الداخلية وليس من اهتمامنا أن نتدخل فى أمر مصر أو غير مصر، لنا عملنا وقناعتنا نترجمها بشكل مباشر لمواجهة المشروع الإسرائيلى.
■ البعض يرى فى حزب الله وإيران سببا فى ضعف الدول العربية والجامعة العربية وخلق محور للممانعة؟
- أنا أرى أن محور الممانعة أعطى قوة للدول العربية التى كان يمكن أن تدفع أثمانا باهظة أكثر من ذلك، بل كان من الممكن أن تنهار أكثر، على الأقل أوجدت دول الممانعة والمقاومة فى المنطقة حالة من التوازن مع إسرائيل، فبدلا من أن تتوسع إسرائيل وتفرض شروطها التى تريدها، فهى الآن فى حالة ارتباك وقلق، ولا تعلم من أين تبدأ وكيف تبدأ، وأعتقد أنه بإمكان الدول العربية أن تستفيد كثيرا من دول الممانعة،
وللأسف تأتى الفائدة دون إرادة ولا تأتى بإرادة هذه الدول، لأن طبيعة الأمور تجعل من إسرائيل ومن وراءها غير قادرة على التقدم، وهذا ينعكس إيجابا على الدول العربية، هذه الإيجابية تأتى مجانا، وأنا أتمنى أن تعمل الدول العربية لاستثمار هذه المقاومة ودول الممانعة.
■ كيف ينظر حزب الله للتقارب السورى المصرى وهل يمكن أن يكون مقدمة للتقارب بين حزب الله ومصر؟
- نحن نشجع على أى تقارب عربى- عربى وخاصة السورى- المصرى، ولا نبحث فى هذا التقارب عن دور لحزب الله وعن تحسن للعلاقة مع حزب الله، ولكن نحن نريد أن تتحسن علاقتهما بغض النظر عما تأتى به النتائج.
■ ماذا ترى فى مطالب بعض الجهات الأجنبية بالانفتاح على حزب الله ومطالبتها لأمريكا برفع الحزب من قوائم الإرهاب؟
- كل الجهات الأوروبية تقريبا تتواصل مع حزب الله، ويأتى المسؤولون منها إلى لبنان، وتكون زيارة حزب الله جزءا من برنامجهم، وهم أدركوا أنه لا يمكن تجاوز حضور وقوة وتأثير وشعبية حزب الله فى القرار السياسى فى لبنان، ومكانته التى حصل عليها، ولذلك هم يرون التواصل مع حزب الله نافعا ومفيدا، أولا لتشكيل رؤية متكاملة عن كل الأطراف، وثانيا يتوقعون من هذا التواصل أن يناقشوا بعض الأفكار التى من الممكن أن تكون نافعة للفريقين وللقضايا المطروحة فى المنطقة، ولكن لم نقبل حتى الآن بتواصل رسمى أمريكى مع حزب الله، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية بأساليب مختلفة أرسلت لنا رسائل تفيد رغبتهم فى اللقاء.
نحن رفضنا تلك اللقاءات لأنها ستكون شكلية، وسيستثمرها الأمريكيون بترويج أنهم وجهوا رسائل مباشرة، وبالتالى هم بحاجة إلى هذه اللقاءات حتى يظهروا بمظهر المتصل بجميع الأطراف وليس كمعالجة عملية، نحن وجدنا كحزب الله أنه لا فائدة من اللقاء، فإذا غيرت أمريكا سياستها عندها سنناقش الأمر، لكن نحن نلتقى أفرادا أمريكيين سواء كانوا مثقفين أو إعلاميين أو جمعيات أو مؤسسات بشرط ألا تكون هذه الجهة أو الشخص جهة رسمية.
■ هل سيتعامل حزب الله مع إسرائيل إذا كان هناك سلام وحل لدولتين فلسطينية وإسرائيلية؟
- نحن حددنا موقفنا بوضوح من إسرائيل، قلنا إن إسرائيل دولة احتلال وعليها أن تترك الأراضى التى احتلتها، وبالتحديد نحن معنيون مباشرة بالأراضى اللبنانية المحتلة، وثانيا لو افترضنا أن إسرائيل خرجت من الأراضى المحتلة يبقى موضوع الخطر الإسرائيلى الجاثم فى المنطقة الذى يؤثر علينا فى لبنان، لأنه من الممكن أن تدخل إسرائيل فى كل لحظة إلى لبنان وهى تشكل تهديدا حقيقيا، إذن نحن بحاجة أن نبقى جاهزين للمقاومة لدرء الخطر،
أما فى التعاطى مع القضية الفلسطينية فنحن ندعمها بكل ما نستطيع ولا يخفى على أحد أن القضية الفلسطينية رأس حربتها الشعب الفلسطينى، وهم معنيون بشكل مباشر بتحرير الأرض، دورنا دور المساعدة والدعم والمساندة كما يجب على كل العرب والمسلمين أن يقوموا بهذه المهمة، ولن ننوب عن الفلسطينيين فى خياراتهم التى يختارونها فهم مسؤولون عن خياراتهم.
أما اليوم، فالمفاوضات التى تجرى، تتم مع جزء من الشعب الفلسطينى ولا تجرى مع كل الشعب الفلسطينى، وبالتالى هى تجرى مع سلطة متفككة ومع جهة دون جهة أخرى برغم وجود حضور وتأييد وقوة للجهة الأخرى، إذن لا نستطيع القول بأن المفاوضات الجارية حاليا هى الحل النهائى لمصلحة القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى أن لدينا قناعات بأنها ستكون فاشلة، لأنه لا يوجد مفاوضات إنما يوجد مظهر تفاوض لمصلحة الإملاءات الإسرائيلية.
■ هناك جدل فى لبنان حول العلمانية.. ما هو موقف حزب الله من العلمنة؟
- نحن مع الدولة المدنية فى لبنان بخصوصيتها، ووافقنا على العمل وفق نظام الطائف، لكن عندما تعنى العلمانية إلغاء قانون الأحوال الشخصية الذى يستلهم من الشريعة الإسلامية أحكامه، فذلك ما نرفضه، كما تعلمون أن هناك أحكاماً شرعية للزواج والطلاق والإرث وما شابه، فتلك الأحكام منزلة من عند الله تعالى، والتزامنا بها التزام إيمان وليس التزام قانون، وبالتالى لا يمكن قبول تحريم هذه العلاقات الشرعية تحت مسمى العلمانية أو غيرها،
وأنا أعتقد أن البعض يقصدون بهذا الشعار إلغاء كل شىء له عنوان دين حتى فى الأحوال الشخصية. أما إذا كان المقصود دولة مدنية بسبب التعدد الطائفى والظروف الموجودة فى لبنان فهو بالفعل موجود ولكن نحتاج إلى شفافية فى المراقبة، نحتاج إلى محاسبة ونحتاح إلى تعديل أساليب العمل ومحاسبة المقصرين لأجل إصلاح الحال فى الداخل وتحقيق المساواة بين المواطنين فى الحقوق والواجبات وهذا أمر ممكن.
■ إلى أين وصل حزب الله فى تطبيق استراتيجيته الجديدة التى أعلن عنها بداية العام الحالى المعروفة باسم وثيقة حزب الله؟
- عندما أعلن حزب الله وثيقته الجديدة الثانية إنما كان يعبر عن مسار نحن فى داخله ولسنا خارجه، وبالتالى لا يوجد شىء جديد نقوم به وإنما نحن نتابع مسارنا، واعتبرنا أن الوثيقة تعبر عن الرؤية التى نراها، وقدمناها من أجل أن نطلع الجميع ونعرف الجمهور كيف نعمل، وما هى أهدافنا، والى أين نريد أن نصل، إذن لا يوجد شىء استثنائى نريد القيام به ولم نقم به، إنما يوجد مسار نتابعه بعد أن استفدنا فيه من التجربة، وهو ما عبرنا عنه فى الوثيقة.
■ ما رأيكم فى مقتل الشاب المصرى فى لبنان؟
- جريمة قتل العائلة اللبنانية فى كترمايا جريمة، وكان لابد أن يحاسب من ارتكبها، وكما تقول المعلومات عن الأجهزة الأمنية فإن الشاب المصرى قام بارتكابها، ولكن كان من المفترض أن يحاسب وفق القوانين المرعية، لا أن تكون المحاسبة من قبل الناس وبتشويه الجثة والقيام ببعض هذه الأعمال، لبنان فيه قانون لابد أن يلتزم به الجميع.
■ المقاومة والمعارضة فازتا فى الانتخابات التى جرت مؤخرًا.. المقاومة هل ستشكل الأكثرية بعد ذلك؟
- إذا عدنا إلى الانتخابات النيابية التى حدثت فى العام الماضى سنجد أن عدد نواب الأكثرية كان أكثر بأربعة أو خمسة نواب، ولكن عدد الأرقام للمؤيدين شعبيا هو أكثر للمعارضة بحوالى 160 ألف ناخب زيادة عن التيارات الأخرى، ولكن كما نعلم بحسب تركيبة النظام الانتخابى يمكن أن ينتج مجلس نواب ولا يعطى الصورة المناسبة.
الآن بعد مرور هذه السنة وحدوث تطورات سياسية منها عودة جنبلاط إلى مواقفه القديمة من المقاومة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ووجود إخفاقات سياسية عند الطرف الآخر أصبحت شعبية المقاومة والخط السياسى بشكل عام أكبر من ذى قبل.
■ دائما كنا نسمع فى الانتخابات عن أن الرشاوى الانتخابية تكون فى صالح السلطة أو الموالاة.. ولكن هناك اتهامات لحزب الله بأنه يعطى رشاوى لناخبيه؟
- المتهم بالرشاوى هو السلطة وذلك بدفع أموال طائلة جدا فى الانتخابات النيابية، وكذلك فى الانتخابات البلدية، أما الحزب فمعروف عنه أنه لا يدفع فى الانتخابات لأنه يعتمد على تأييد الناس، بل لا يؤمن بأن الناس من الممكن شراء أصواتها ويحرم هذا النمط، ونحن مهما بلغنا من إمكانات لن نصل إلى الإمكانات المتوفرة عند السلطة أو عند فريق الموالاة الذى تأتيه أموال عربية نفطية تساعد فى أن يصرف الكثير من الأموال على الناس،
هذا غير متوفر بالنسبة لنا، فضلا عن عدم قناعتنا به، فنحن لسنا متهمين بدفع المال وإذا أجريت استفتاء للناس فستعلم حقيقة الذين يشترون بسهولة من دون تحليل أو تحقيق.
■ تكلمتم عن أموال النفط.. مارأيك فيما يتردد بتلقيكم أموال من إيران الداعمة لحزب الله؟
- مساعدات إيران نعترف بها لكنها مساعدات للمقاومة والموقف من إسرائيل، ونتمنى أن تكون أموال النفط ضد إسرائيل وعندها أهلا وسهلا بها ليلا ونهارا، ولكن للأسف هذه الأموال تكون لتخريب العلاقة بين النفوس وبيع الضمائر، فنحن نرحب بكل الأموال والإمكانات العربية والاسلامية عندما تكون لمصلحة استقلال لبنان وتحريره من العدو الإسرائيلى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.