أبداً لا نتعلم من أخطائنا.. طول الوقت نتخيل أن الصخب والصوت العالى وتبادل الشتائم والإهانات هو كل ما نملكه لمواجهة أوجاعنا ومشاكلنا التى لا تتوقف أو تنتهى.. تحدث الكارثة فننشغل باستثمارها كل حسب مصلحته وحساباته الذاتيه وهواه.. وبالتأكيد يجيد المسؤولون بلا استثناء فى تلك اللحظات القفز من المراكب الغارقة وكل منهم يصرخ مؤكدا براءته وعدم مسؤوليته عما جرى.. لكن لا أحد يفكر كيف يمكن أن نستفيد من هذا الخطأ وكيف يمكن ضمان عدم تكراره.. ودليلى على ذلك قرار الفيفا بعقاب الاتحاد المصرى بغرامة مالية ولعب مباراتين فى تصفيات كأس العالم المقبلة خارج القاهرة.. وأيضا صاحب القرار.. المحامى السويسرى مارسيل ماتييه.. رئيس لجنة الانضباط فى الفيفا.. ونحن للأسف الشديد.. فى غمرة انفعالاتنا وتسابقنا لإدانة الجميع.. نسينا أن نقرأ القرار كاملا وفاتنا أن نحفظ اسم مارسيل ماتييه رغم أنه هو الذى عاقبنا.. وبالتالى فمعظمنا لا يعرف حتى الآن أن الفيفا عاقبتنا ليس فقط لاعتداء بعض المتعصبين بقذف الطوب على أوتوبيس البعثة الجزائرية فى القاهرة.. وإنما لرداءة التنظيم فى استاد القاهرة وعدم احترام القواعد بالإبقاء على ممرات الخروج للأبواب دون عوائق وموانع وكل هؤلاء الذين يتواجدون فى استاد القاهرة دون شراء تذاكر دخول ولتأخر الأوتوبيس المقل لمنتخب الجزائر 45 دقيقة داخل استاد القاهرة.. ويستطيع أى أحد منكم الآن أن يفند معظم هذه الأسباب ويثبت زيفها وعدم صحتها مع أنها بالضرورة ليست كلها زائفة.. ولكن السؤال الأهم هو هل كان اتحاد الكرة فى بلادنا على علم بكل ذلك وهل قدم محامو الاتحاد المصريون أو الأجانب أدلة تثبت خطأ هذه الاتهامات.. أنا لا أعرف الحقيقة.. ولا أحد فى مصر الآن يقول الحقيقة.. ولكننى واثق أن مصر لم تذهب أبداً لتجلس مع مارسيل ماتييه وتناقشه فى كل هذه الملفات.. ومن أين أدرك ما تييه أن النظام فى الاستاد كان غائبا أو أن كثيرين دخلوا دون تذاكر وأن تأخير أتوبيس منتخب الجزائر كان بقصد الحماية لا الضرر أوالإيذاء.. وقد عدت إلى ملفات كثيرة تخص هذا المحامى السويسرى وذاكرتها ووجدته رجل قانون اعتاد أن يسمع للجميع قبل أن يقرر شيئا أو يصدر قرارا أو حكما.. مثل عشرات القضايا التى فصل فيها ماتييه.. ويمكن أيضا أن يرجع عن قراره مثل حكاية منع بنات إيران من اللعب بالحجاب.. لكنه من الواضح أن ماتييه فى حكايتنا أصغى فقط للجانب الجزائرى لأننا فى مصر كنا مشغولين فقط بحكاية الأوتوبيس.. خدعنا الجزائريون وشغلوا بالنا واتحادنا وإعلامنا بحادثة الأوتوبيس وراحوا هم يقدمون أو يفتعلون أو يضخمون أخطاء أخرى دون أى رد أو دفاع من وعن مصر.. ولست هنا ألوم رجال اتحاد الكرة وحدهم.. وإنما ألوم الجميع بمن فيهم الإعلام كله ولا أستثنى أحداً بمن فيهم أنا.. كلنا نظرنا تحت أقدامنا فقط.. كلنا كنا أطفالا سذج سهل جدا أن نتعرض للخداع.. ولست هنا أسعى لقطع رقبة أى أحد.. كفانا تقطيعا لرقاب بعضنا البعض وتشويها لكل شىء فى بلادنا الجميلة التى لاأزال أرجو أن نستحقها. [email protected]