العام الأول بعد الثلاثين بالنسبة للمرأة ليس عاماً عادياً، فمعه تبدأ أولى مراحل القلق على أنوثتها، وتبدأ فى اكتساب عادات جديدة عليها مثل حصر الأيام التى تمر من عمرها، مخلفة وراءها آثاراً واضحة على الجسد والروح. هنا تجارب حقيقية، لسيدات ورجال تجاوزوا حاجز الثلاثين، وحكايات عن تفاصيل تلك الأيام. جيهان أبوزيد، مستشارة وزيرة الأسرة والسكان، تقول: لم أشعر بالخوف المعتاد من سن الثلاثين، وعيى به كان مختلفاً، بسبب نشاطى النسوى الذى خضته مبكراً، تزوجت وأنجبت فى العشرينيات من عمرى، بتحريض من أمى التى تزوجت فى الخامسة والثلاثين، والآن ألوم نفسى، وأحث ابنتى على ضرورة الاستمتاع بحياتها، وإعطاء الأولوية لدراستها وعملها قبل التفكير فى الزواج. لم أشعر بالحسرة على ما فات وأنا أستقبل الثلاثين أو أفكر فى المستقبل بريبة، ولكننى نظرت إليه كمحطة تقييم إنجازات، وسعيت لتطوير ذاتى، ونشرت مزيداً من أعمالى الإبداعية. معاملة زوجى ظلت كما هى بعد وصولى الثلاثين، لأننى لم أسرب له شعورا بارتباكى، فالتقدم فى السن ليس عيبا، كما أنه ليس حكرا على النساء وحدهن فكل سنة أكبر فيها، يكبر زوجى فى المقابل. السن التى شعرت بحساسيتها فعلا هى الأربعين، وقد خرجت من تلك الحالة بإصرار، فمارست اليوجا، وداومت على التمارين الرياضية، وقرأت فى الفلسفة، وأساليب التأمل، وقررت التخلص من ضغوطى، وخصصت وقتاً لمواجهة نفسى والحديث إليها، واقتطعت لها نصيباً خاصا من الإجازات. د . أشرف حسن، استشارى أمراض النساء. يقول: سن الثلاثين نادرا ما تصاحبها تغيرات هرمونية أو فسيولوجية واضحة، بعكس التغيرات النفسية التى تكون كثيفة وملحوظة للغاية، فأغلب النساء ينتظرن انقطاع الطمث فى سن الأربعين مما يجعلهن فى الثلاثين مقبلات على الحياة بدرجة أكبر مما مضى، كما تزداد رغبتهن الجنسية، لظنهن بأنه ليس فى عمر أنوثتهن بقية. ولتلافى آثار سن اليأس المستقبلية، المتمثلة فى تصلب الشرايين ونقص الكالسيوم وهشاشة العظام وأمراض الضغط والسكر، لابد لنساء الثلاثينيات ترشيد تناول السكر والملح، واتباع نظام غذائى متوازن وصحى يعتمد على الخضر والفاكهة والبروتين، مع التقليل من الدهون والنشويات، وتجنب الحمل والإنجاب بعد سن الخامسة والثلاثين. آية عبدالله «25 سنة» تقول: أخشى بلوغى الثلاثين، ورهبتى الحالية سببها عاملان الأول هو المجتمع، الذى يصب الفتاة فى قالب أنثوى بحت، ويربط وجودها بدورها البيولوجى المتعلق بالزواج والإنجاب وإسعاد الرجل، ويجعل من الجمال والصبا سبباً لأهميتها ومعاملتها باحترام، أما العامل الآخر فهو خشيتى من سن الأربعين والتغيرات الشهيرة التى ألاحظها على قريباتى، فسن الثلاثين تعد البوابة الرئيسية للأربعين. الشاعر أحمد زرزور يقول: وصول المرأة لهذه السن يكسبها نضوجاً عقلياً ووجدانياً يضفى عليها جمالاً خاصاً، لا يتوفر للشابات الصغيرات والمراهقات، فجمال الشكل دون خبرة وحكمة جمال خامد وقصير العمر، وكلما تقدمت المرأة فى السن تزداد جمالا فى نظرى وليس العكس، زوجتى عندما وصلت للثلاثين، انتابها التوتر والقلق، وأصبحت مبالغة فى زينتها، واعتنائها بنفسها، وهذا حال كل المصريات تقريبا، يتعاملن مع أنفسهن من منظور انفعالى لا عقلانى، وقد حرصت فى تلك الفترة على دعمها وقدمت لها مزيداً من العطف والاهتمام، وأوضحت لها بشكل غير مباشر أن ما يعنينى هو جمال الروح لا الشكل وأن السن لا دخل لها فى مشاعرى تجاهها.