لأول مرة تطل يسرا لجمهورها على كرسى المذيعة من خلال برنامج «العربى» الذى بدأ عرضه مؤخرا على القناتين الأولى والفضائية المصرية لتظهر فى ثوب جديد عليها وعلى المشاهد، تتحدث بعيدا عن الفن بل فى السياسة وموضوعات شائكة كالعروبة والقومية والتعايش بين الأديان، محمد ناصر رئيس تحرير البرنامج ذكر ل«المصرى اليوم» أن بعض الضيوف استغربوا فى بداية الأمر من أن تتحدث يسرا معهم فى السياسة ومنهم مصطفى الفقى، وآخرين أبدوا تحفظا سرعان ما ذاب مع بدء التصوير، أضاف ناصر: كثير من السياسيين سعدوا بالحوارات معهم حين أدركوا أن يسرا قادرة على تفهم واستيعاب ما تتحدث عنه من موضوعات سياسية جادة، وليست مجرد فنانة تقدم برنامجا، خاصة أنها لم تحاول ادعاء علمها ببواطن السياسة، بل كانت حريصة على التعلم والاجتهاد، وكانت تقرأ الحوار ببساطة كما هو مكتوب ولا تحاول ارتجال شىء طالما تجهله، وكانت تحتفظ بوريقات صغيرة بها الأسئلة وبعض الملاحظات التى قدمتها لها فى القضايا السياسية كى لا تتوه الأمور منها، والطريف أنها كانت تقول إنها «بتبرشم» الأسئلة فى السياسة. وقال ناصر: استغرق الإعداد للبرنامج عاما كاملا، تحت إشراف الكاتب محمد سلماوى، بينما استغرق تنفيذه 6 أشهر، وحاولنا من خلاله تأكيد فكرة القومية وبث الأمل فى العالم العربى وقدرته على النهوض بمن فيه وبتاريخه، وصورنا حلقات البرنامج الثلاثين بأربعة مخرجين هم مروان حامد ومحمد على وأحمد علاء وحسين أبو المجد مع أكثر من 400 شخصية فى عدة أماكن فى العالم منها لندن وباريس والمغرب وسوريا ولبنان ودبى والقاهرة. وأشار ناصر إلى أن هناك موضوعات تم تناولها، لكن تراجعت جهة الإنتاج عن تقديمها لأنها من المحظورات خاصة فى دول الخليج التى تم تسويق البرنامج لها، ومنها الإمارات التى تعرض البرنامج على فضائية «أبوظبى» الشهر المقبل، ومن هذه الحلقات حلقة عن الجنس، وقال: رغم الاستعانة بضيوف مميزين منهم يوسف القعيد، فإننا اكتشفنا أن الموضوع صعب وثقيل بالنسبة للمتفرج الخليجى، كما أننا لم نستطع الاستعانة بمشاهد حميمية من الأفلام مثلا لخدمة الموضوع، وبالتالى لن تكون الصورة فى البرنامج الذى يعتمد على التوثيق جيدة، بينما حلقة الدين والسياسة وجدنا أنها لن تلقى قبولا لدى الخليج، لأن الدين لديهم عامل أساسى لا يجب الخوض فيه، إضافة إلى أن بعض الحلقات قد تشهد تعديلا من قناة لأخرى سواء على التليفزيون المصرى أو الفضائيات الخليجية. أضاف ناصر: استعنا ببعض كتاب السيناريو منهم مريم نعوم ومحمد فريد ونادين شمس لكتابة مشاهد لها بعد درامى، وهم تعاملوا بخيال كأنهم يقدمون فيلما، وذلك فى بعض الحلقات منها مع حنا كلارك مريضة السرطان التى أجرى لها دكتور مجدى يعقوب جراحة قلب. وكشف ناصر عن بعض الكواليس التى شهدها تصوير البرنامج ومنها حلقة المطبخ العربى، فرغم أن يسرا صورت مع العديد من الطهاة فى عدد من الدول العربية، فإن موحا المغربى أثار اهتمامها بالأطباق المغربية التى نفذها على حد قوله، واستمر التسجيل معه لما يقرب من 4 ساعات كاملة، نظرا لإعجابها بطهيه، لدرجة أنها نفذت بنفسها العديد من الأطباق معه، أيضا عرضت يسرا التصوير فى منزلها فى الزمالك فى حلقة البحث العلمى مع فاروق الباز بسبب عدم توفر لوكيشن وقتها، كما كانت حلقة الزى العربى مع المصمم اللبنانى جورج شقرا مميزة، نظرا لعلاقة الصداقة التى تربطهما، وسبق أن قدم خطوطا وأزياء باسم يسرا وأسماء أفلامها، وفى حلقة التعايش الدينى أعجب الضيوف ومنهم منير فخرى عبدالنور والمخرجة نادية كامل بالطعام الذى قدم لهم كثيرا، لدرجة أنهم اندمجوا فى الأكل ونسوا أنهم يصورون البرنامج، كما كان مسجد محمد بن خليفة فى إمارة دبى أكثر الأماكن إبهارا ليسرا من الأماكن التى صورنا فيها البرنامج أو زرناها.