فى الوقت الذى يستعد فيه بعض الطلاب للامتحانات باستذكار الدروس والحفظ المتكرر وحل العديد من الأمثلة على امتحانات سابقة، يستعد البعض الآخر لنفس الامتحانات بالتأكد من سلامة الوصلات وشحن البطارية والرصيد ومستوى صوت السماعة.. هكذا اختلفت أدوات كل منهم لخوض امتحانات نهاية العام. محمد حسن، يتميز بقلب جرىء وأذن دقيقة وسماعة لاسلكية صغيرة «بلوتوث» استطاع من خلالها خوض ما يزيد على 12 امتحاناً بالسنة الرابعة فى الكلية التى تخرج فيها، حصل على الليسانس من خلال استعانته بالأدوات السابقة، ولم يستغرق الأمر منه سوى المرور على كتبه مرور الكرام حتى يستطيع فهم ما يملى عليه أثناء الامتحان. ورغم تعدد واستحداث الوسائل التكنولوجية للغش خلال السنوات الماضية «من سماعات لاسلكية، وأجهزة الإم بى ثرى، وساعات اليد التى تخزن الصور»، تظل السماعة اللاسلكية «البلوتوث» هى الأجدر بثقة الغشاشين، نظرا لسهولة إخفائها وصعوبة كشفها من المراقبين. ويشرح محمد أن كل ما كان يستعد به قبل الامتحان هو شحن موبايله بالطاقة والرصيد، بالإضافة لتأكيده على صديقه الذى «سيمليه» الأجوبة من خارج الامتحان، موضحا أن سماعته كانت صغيرة جدا وكان بمجرد أن تصله ورقة الأسئلة يقوم بالاتصال من السماعة بصديقه فى الخارج، ثم يمليه جميع الأسئلة، ثم يغلق الهاتف لمدة نصف ساعة يقوم فيها صديقه بحل الأسئلة، ثم يعاود الاتصال به ويمليه الإجابة فقط. وأكد أحد المتخصصين فى مجال الاتصالات أن هناك وسيلة سهلة وبسيطة يمكن من خلالها الكشف عن أى موبايل يجرى اتصالاً داخل قاعة الامتحان وعن طريق استخدام تقنيات الراديو التى تقوم بإعطاء صوت ذبذبات عال بمجرد حدوث ذلك. وأكد عدد كبير من القائمين على العملية التعليمية أن الوسائل التكنولوجية الحديثة أدت لتسهيل عمليات الغش وصعوبة ضبطها من جانب المراقبين، وحسب تأكيد الدكتور عاطف العوام، نائب رئيس جامعة عين شمس لشؤون التعليم، فإن 30% من حالات الغش التى يتم ضبطها داخل الجامعة تكون من خلال سماعة «البلوتوث والمحمول»، وهى فى تزايد مستمر، مؤكدا أنه لم يتم التطرق إلى استخدام أى وسيلة تكنولوجية حديثة تقوم بكشف الطالب الذى يستخدم المحمول أثناء الامتحان. وقال إن تلك العملية تحتاج لدراسة جدوى، فضلا عن وجود عدد كبير من الطلبة يصعب تغطيتهم بتلك الوسائل وإلا ستكون النفقات كبيرة جدا. وما يستطيع أن يفعله الدكتور مصطفى كامل، رئيس جامعة أسيوط، هو تفتيش الطلاب قبل دخول الامتحانات - حسب قوله - موضحا أن أجهزة التشويش داخل الجامعات غير مصرح بها من وزارة الداخلية، قائلا إنه لم يتم ضبط سوى حالة «واحدة عبيطة» تمكنت من استخدام المحمول داخل الامتحانات. ورغم وجود كاميرات مراقبة داخل كلية الإعلام جامعة القاهرة إلا أن الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميدة الكلية، تؤكد أن الغرض منها ليس ضبط حالات الغش ومراقبة الطلاب أثناء الامتحانات، لكنها لضبط عمليات السرقات، واختلاس الكتب من المكتبة بدلا من تصويرها. يذكر أن السلطات الصينية قامت بتثبيت كاميرات فيديو فى حوالى 60 ألف قاعة للتصدى لظاهرة الغش فى امتحانات الثانوية العامة «تحديد المصير للطالب الصينى»، التى خاضها ما يقرب من 10 ملايين طالب خلال فبراير الماضى، خاصة أنها تأخذ الغش فى الامتحانات الدراسية مأخذ الجد، ففى أبريل الماضى، حكم على ثمانية أفراد، من أولياء أمور وأساتذة، بالسجن بتهمة مساعدة طلبة على الغش فى الامتحانات.
