«إسرائيل دولة إرهابية وينبغى محاكمة قادتها أمام محكمة جرائم الحرب الدولية، ولن يكون هناك سلام أو استقرار فى العالم إلا بإزالة دولة إسرائيل» ! حين تقال هذه العبارة فى بلد كألمانيا فإنها حتما تؤدى إلى تدمير مستقبل قائلها بعد توجيه عشرات الاتهامات إليه، أقلها «معاداة السامية»، لكن قائلها هذه المرة ليس فلسطينياً أو عربياً أو مسلماً، بل هو «يسرائيل ديفيد فايس»، أحد أشهر الحاخامات اليهود المعادين للصهيونية. هو عضو بمنظمة «ناطورى كارتا»، تعارض قيام دولة إسرائيل والفكر الصهيونى، وترى أن الأرض المقدسة أعطيت لليهود فى الماضى مقابل تمسكهم بتعاليم التوراة، وحين خالفوها سحبت منهم كعقاب إلهى. الناطق الرسمى باسم الحركة «ديفيد فايس» قال ل «المصرى اليوم» خلال زيارته لبرلين مؤخراً إن «تنظيمهم للوقفات الاحتجاجية والمؤتمرات المعادية لسياسات إسرائيل تهدف إلى تعريف العالم بأن هناك يهودا ضد فكرة الصهيونية»، التى تأسست عليها دولة إسرائيل، التى تحتفل هذه الأيام بعيد استقلالها ال62. ووجه فايس انتقادات حادة للسياسة الألمانية والأوروبية بوجه عام، مشيراً إلى أن عليهم أن يدركوا أن دعم الصهيونية ليس فى صالح اليهود، ولا عملية السلام. وطالب بوقف تصدير الأسلحة لاسيما الغواصات لإسرائيل، خاصة أن معظمها يكون هدايا مجانية غير مدفوعة الثمن، معتبرا أنه أمر مثير للسخرية وغير مقبول على الإطلاق، لأنه يساهم فى حروب إسرائيل المخالفة للقانون الدولى واتفاقية جينيف. وحول إمكان اتهامه بمعاداة السامية، أكد «فايس» أن من حقه انتقاد سياسة إسرائيل، وأن ذلك لا يعنى على الإطلاق معاداته للسامية، حيث إن اليهودية ليست مرادفا للصهيونية بل على العكس هى نقيضها، فهى دين يشمل قيما أخلاقية عليا، وليس كالصهيونية التى هى هوية سياسية قومية متعصبة.
