قال الدكتور أحمد زويل، العالم المصرى الحائز على جائزة نوبل، إن النظم السياسية التى تسعى لغلق النوافذ على بلاد بأكملها هى نظم تعيش فى «زمن العصور الوسطى»، ولابد أن يتغير وضعها السياسى، لأنه يستحيل فى عصر المعلومات والسماوات المفتوحة أن تستمر فى هذا النهج. وأضاف فى كلمته بجلسة افتتاح فعاليات الدورة التاسعة للمنتدى الإعلامى العربى، أمس، الذى ينظمه نادى دبى للصحافة العربية: «هذا هو سبب الصراع الدائم بين الإعلام والسياسة، وفى النهاية سيحدث تغيير فجائى، لأن السياسة لن تقدر على الوقوف أمام الإعلام لمنعه من قول ما يرغب فيه». وتابع: «لابد أن تتغير الرؤية السياسية من أعلى الأماكن فى الدولة، لأن العالم لم يعد يسعى الآن إلى زراعة القمح أو صناعة الهواتف المحمولة، وإنما يسعى إلى اختراق العالم الخارجى، فالولايات المتحدة مثلاً تسعى لإرسال إنسان إلى كوكب المريخ الذى أصبح من الممكن التقاط صور منه تصل إلى الأرض خلال 15 دقيقة فقط». وفيما يتعلق بالمضمون الإعلامى العربى، قال «زويل»: «لدينا قرابة 300 محطة فضائية، 90٪ منها هدفها التسلية والترفيه، دون أن يفكر أحد فى المحتوى الإعلامى، والإجابة عن سؤال: إلى أين يذهب المجتمع؟، فلابد ألا نسعى فقط لبث الخبر وإنما ينبغى أن نتبعه بالتحليل الدقيق على لسان وآراء علماء متخصصين، فمازلنا غير قادرين على التحليل. وحتى المضمون الدينى حدث انفلات فى تناوله على القنوات الفضائية الدينية، ونحن فى مصر نحتاج إلى تغيير منهج التعليم، ونهضة فى مستواه لأنه لم يعد يصلح للقرن ال21، فعلى سبيل المثال لابد من إلغاء مفهوم الحفظ للطلبة والتفكير فى تطوير المستوى الذهنى للطالب بالطريقة العلمية التى تبحث عن الحقيقة». واستطرد: «أتمنى أن نسعى إلى إقامة الحوارات البناءة، وأن تنصب على الموضوع المطروح للمناقشة وليس على الأشخاص، فأنا على سبيل المثال عندما قلت إن التعليم فى مصر كان (كويس) عندما كنت أدرس فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فوجئت بكتابة عمود عنى يقال فيه إننى ناصرى، وأُطلق علىّ (زويل الناصرى)».