انتظرت وتوقعت أن تغضب الصحافة البرازيلية وأن يبدأ البرازيليون فى اتهام دونجا بالسفه والحماقة والجنون.. فقد أعلن دونجا أمس الأول كمدير فنى لمنتخب البرازيل اختياراته للمنتخب الأشهر فى العالم الذى سيذهب إلى جنوب أفريقيا طامعا وطامحا فى الفوز بكأس العالم.. والمفاجأة كانت أن دونجا رفض ضم رونالدينيو، النجم الكبير والقديم وساحر الكرة الذى وقعت الدنيا كلها فى غرامه قبل سنوات.. وكان رونالدينيو البعيد عن منتخب البرازيل منذ عام كامل تقريبا يأمل فى أن يضمه دونجا خاصة بعد تألقه مع نادى الميلان هذا الموسم.. لكنه فوجئ بقرار دونجا الذى وقف يواجه الجميع وأسئلتهم ونظرات الدهشة والاستغراب فى عيونهم، مؤكدا أن المنتخب البرازيلى لم يعد فى حاجة لخدمات رونالدينيو.. قال دونجا أيضا فى تصريحات لاحقة إنه سيقود منتخباً مسافراً للمشاركة فى بطولة كبرى ومهمة جدا، وفى هذا المناخ يصعب جدا أو يستحيل الحديث عن إشراك لاعب بقصد تكريمه أو احتراما لماضيه القديم وتقديرا لموهبته التى كانت يوما ما حديث الدنيا بأسرها.. ويبدو أن الجميع.. للأسف الشديد.. احترموا دونجا ورؤيته وتصريحاته وحقه فى اختياراته ومسؤوليته الكاملة عن منتخب بلادهم.. أو يبدو أن البرازيليين ليست لديهم هذه العواطف القوية التى تجعل المستوى الحالى والحقيقى لأى لاعب كرة فى بلادنا هو آخر ما نحتكم إليه ونحن نمنح أنفسنا الحق دون داع أو مبرر فى مشاركة حسن شحاتة رؤيته واختياراته لمنتخب مصر.. فعلى رأس قائمة الأسس التى نستند إليها فى اختياراتنا.. لون فانلة اللاعب والنادى الذى ننتمى إليه.. تاريخ هذا اللاعب فى الملاعب.. كم الفرحة التى منحتنا إياها موهبة هذا اللاعب منذ سنة أو عشر سنوات.. وخوفنا أن يلعب المنتخب وينتصر وهذا اللاعب الذى نحبه ليس موجودا وليس مشاركا وبالتالى لن ينال حصته من تبرعات رجال الأعمال ولن يحضر تكريم الرئيس للمنتخب.. وآه لو كان رونالدينيو لاعبا مصريا.. كنا سنخترع أزمة تكفى حشوا لمائة صحيفة ومائة حلقة تليفزيونية.. حوارات وتحقيقات وغمز ولمز وقضايا وخلافات ومعارك فى الشارع والمكتب وعلى الفيس بوك وكل المواقع الإلكترونية.. وأنا شخصيا سعيد جدا باستبعاد رونالدينيو ونهايته لأننى لا أحبه ولا أحترمه على المستوى الشخصى أو الإنسانى.. ولا أنسى أبدا يوم كنت أحاول إقناعه بالموافقة على وضع اسمه على ملجأ لأطفال الشوارع المغاربة فى مدينة سلا.. وقضيت ثلاثة أيام فى مدريد مكلفا من مؤسسة ابن جلون العالمية للرياضة والسلام بالتفاوض مع رونالدينيو والحصول على موافقته واستخدام اسمه لجذب اهتمام الجميع فى المغرب وأوروبا لهذا الملجأ الذى كان نواة أولى لعدة مشروعات مماثلة فى كازابلانكا وطنجة ومراكش.. وفوجئت بالنجم الكبير وسفير اليونسكو يطلب سبعة ملايين يورو ليضع اسمه فقط.. وقال لى إن ما يقال فى الصحافة وعلى الشاشة ليس بالضرورة هو ما يقال داخل المكاتب المغلقة.. والآن.. ارحل يا رونالدينيو غير مأسوف عليك. [email protected]