في دولة مثل إيطاليا اكتسح فيها المرشح الخاسر أحمد شفيق أصوات غالبية أبناء الجالية المصرية في نتائج الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، تباينت ردود الفعل فور الإعلان عن فوز مرشح الإخوان المسلمين، دكتور محمد مرسي. وبنيما أرسل رئيس الجالية المصرية في روما ولاتسيو، المهندس عادل عامر، رسالة تهنئة للرئيس المنتخب، لم يخف في حديثه مع «المصري اليوم» مخاوفه من سيطرة التيارات الدينية على مستقبل الحياة السياسية فى مصر. وأكد عامر أنه رغم كونه كان من أشد المؤيدين للفريق شفيق، «إلا أن تجربة الديمقراطية التي تشهدها مصر لأول مرة منذ 7000 سنة لابد وأن تكون مثالا يحتذى به في العالم، وعلى أبناء مصر التعاون البناء من أجل مستقبل الأجيال القادمة». وأضاف «كفانا منازعات. أوجه النداء للرئيس الجديد بعدم انتهاج سياسة الإقصاء وتصفية الحسابات القديمة حتى لا نضيع وقت آخر في منازعات لا طائل لأحد منها. مصر الآن في احتياج لسواعد أبنائها للبناء والتعمير لأننا نواجه لحظات تاريخية». من جانبه، أشاد دكتور فايق رملة، نائب رئيس الجالية، ب«نزاهة المجلس العسكري وقوة تحمله للحملات المغرضة التي تعرض لها». وقال «الحمد لله قضاؤنا بخير وما حدث خير دليل على ذلك رغم ما قامت به مجموعات قريبة جدا من الرئيس الجديد، إلا أن قضاة مصر ضربوا أعظم المثل فى الترفع عن هذه الصغائر وكانت مصلحة مصر هي الهدف الأسمى لهم». في المقابل، أكد محمود المناحلي، أحد المصريين المقيمين فى روما، أن «خسارة شفيق للانتخابات ليست نهاية العالم». وأضاف أن «تجربة الديمقراطية في إيطاليا علمتنا تدوال السلطة والتنسيق من أجل مصلحة الوطن قبل أي اعتبارات أخرى». أما المحلل السياسي سمير القريوطى فدعى الإخوان المسلمين إلى عدم تكرار أخطاء حقبة الخمسينات، والسعي للاستحواذ على جميع السلطات. وقال إن عليهم «تبني استراتيجية قومية لتقاسم السلطة مع جميع القوى الوطنية حتى لا تدخل الجماعة في صراعات جانبية تفقد بها مصداقيتها وشعبيتها لتعاود تجرع مرارة النبذ من أغلبية القوى الشعبية»، على حد وصفه. وفي ميلانو، عمت مظاهر الفرح بين أبناء الجالية المصرية. وفي اتصال هاتفي مع «المصري اليوم»، أكد مصطفى عبده، أحد المقيمين فى ميلانو، وأحد الناشطين الشباب هناك، أن «الثورة مازلت مستمرة.. هذه ليست الجولة الأخيرة.. تطلعات شعب مصر أكبر من ذلك بكثير، لأن مصر تستحق الكثير والكثير من التضحيات». وعلى المستوى الرسمي، أشاد وزير خارجية إيطاليا جيوليو تيرسى بتجربة الانتخابات المصرية، وقال إنها تجربة حقيقية تستحق التقدير. وأشاد ب«نزاهة المجلس العسكري المصري الذي ضرب المثل والقدوة في احترام قواعد الديمقراطية»، على حد وصفه.