خلال العقود الأخيرة.. نفاجأ كل فترة بتصرفات لمسؤولين بعيدة تماماً عن المنطق.. وما يحدث فى مجتمعنا يذكرنى بسعيد صالح فى مسرحية «مدرسة المشاغبين»!! ولكن مجتمعنا حالياً لم يعد «سعيداً» ولا «صالحاً»!! وتذكرت عندما سألته المعلمة: ما هو المنطق؟.. فأجاب بأنه نتيجة ضرب شخص بقوة فيسقط وميحطش «منطق»!!.. وكلما حذفنا حرفاً من «منطق» أصبح لدينا «نطق» ثم «طق»!! ومع تصرفات بعض المسؤولين البعيدة عن المنطق، لا نجد أحداً منهم «نطق»، معللاً لما يحدث.. وبالتالى نجد الشعب «طق» من أفعالهم!!.. تسألنى لماذا هذه المقدمة الطويلة، فأجيبك: لأننى قرأت- ولأول مرة- فى جريدة «الأهرام» السبت الماضى أنه أثناء بحث إحدى شركات البترول عام 1972 عن البترول جنوب مرسى مطروح، فتحت سدادة البريمة الكبرى للتنقيب، فإذا بالمياه تندفع بارتفاع 27 متراً.. مياه شديدة العذوبة.. معدلها اليومى من 15 إلى 20 ألف متر مكعب.. واتضح أن هناك خزاناً هائلاً للمياه الجوفية سموه خزان «قيفار» وأن معدل تدفقه اليومى يمكن أن يستمر لأكثر من 150 سنة قادمة، ويصلح لزراعة آلاف من الأفدنة وتوطين آلاف من المزارعين الجدد.. ولكننا منذ 38 عاماً أغلقناه ولم نستغله!! تصوروا.. أين المنطق؟ لن ينطق أحد!.. وسيتركوننا نطق لعلهم يستريحون منا.. أو نجعلهم نحن لا يضعون «منطق»! حاتم فودة