طالب المشاركون فى فعاليات الملتقى الإعلامى العربى السابع الذى انعقد فى الكويت الأسبوع الماضى تحت عنوان «الإعلام..التكنولوجيا والاتصال» برفع سقف الحريات الممنوحة للإعلام فى ظل المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية والأخذ بالوسائل التكنولوجية الحديثة فى تنمية وسائل الإعلام. من جانبه، أكد وزير النفط ووزير الإعلام الكويتى، الشيخ أحمد العبدالله الذى افتتح المؤتمر، تأصيل مفردات الثورة التكنولوجية فى قطاعات الإعلام العربى المختلفة، بما فى ذلك تطوير الكوادر العاملة فى المؤسسات الإعلامية العربية. وأشار إلى أن الإعلام العربى ملىء بالطاقات والإبداعات، كما أنه يمتلك قدرة هائلة على احتواء الثقافات المختلفة وهضمها وإعادة صياغتها بما يتناسب مع معتقداتنا وثقافتنا وبما يتوافق مع موروثنا الحضارى والثقافى، مشيراً إلى أنها الحقيقة الثابتة التى نرتكن إليها ونحن نتعامل مع الانفتاح الإعلامى الكبير الذى يغزو العالم حالياً، فبوسع المواطن العربى الآن أن يتعرف على الثقافات المختلفة ويشارك العالم فى كل القضايا العالمية عن طريق «السماء الإعلامى المفتوح» وعن طريق «الشبكة العنكبوتية» وما تتضمنه من مواقع إخبارية تفاعلية مختلفة، مما يجعل دور الإعلام العربى دوراً مهماً وعظيماً فى مساعدة وعى الفرد العربى وتنميته ثقافياً. وقال: إن الدور المنوط بالإعلاميين لا يقف عند حدود تقديم المعلومة والخبر، بل يتعداه ليصل إلى حدود المسؤولية الاجتماعية والوطنية وما يتوجب على وسائل الإعلام العربى تقديمه تجاه المجتمع وقضاياه، وتمنح المواطن درعاً يدافع بها عن موروثه الثقافى والحضارى، مضيفاً أن تلك هى رسالتنا وهذا ما يتوجب علينا أن نضعه أمام نصب أعيننا طوال الوقت، آملاً أن تتمخض أعمال الملتقى عن توصيات تحقق الأهداف التى من أجلها انعقد هذا الملتقى، والتى من شأنها رفع أداء الإعلام العربى والعاملين فيه. من ناحيته لفت الأمين العام للملتقى ماضى عبدالله الخميس، إلى أن الإعلام شهد تطوراً سريعاً وقفز قفزات هائلة. وأشار إلى أن المسؤوليةَ الملقاةَ على عاتقِ الإعلاميينَ مسؤولية كبيرة وخطيرة، فقد أصبح الإعلامُ اليومَ هو الرافدُ المسيطرُ على المعرفة والمعلومة وهو الوسيلةُ الأكثر انتشاراً والأسرع تأثيراً.. وطالب أن نحرصَ على أن تكونَ الرسالة الإعلاميةُ خاليةً من أى ضررٍ قد يلحقُ بأمتِنا وأوطانِنا وشعوبِنا، وأن تكون إيجابيةً. وأكد د. أسامة الغزالى حرب، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، فى جلسة «الإعلام .. سماء الحرية وسقف المسؤولية» أن «نجاح أى إعلام يقاس من خلال الحرية الممنوحة إليه والمسؤولية التى يتحملها»، مؤكداً أن هناك توجهاً نحو تكريس هذه المبادئ فيما يعرف بالإعلام المثالى والحرّ. وأضاف: «هناك ثلاثة محرمات فى عالمنا العربى، هى الحديث عن (الجنس والسياسة والدين)، رغم وجود اختراقات لهذه المحرمات، لاسيما السياسية منها». وفى جلسة «مسؤوليات رئيس التحرير» أكد رئيس تحرير جريدة (الشرق) القطرية، جابر الحرمى، أن الصحافة تختلف عما كانت عليه فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى، مشيراً إلى أنك تستطيع أن ترى وتعلم ما يحصل فى أقصى العالم وذلك بسبب التطور التكنولوجى الهائل، مبيناً أن أى مؤسسة إعلامية تقف مكانها فإن المرحلة ستتجاوزها. ولفت الحرمى إلى ضرورة الإفادة من التكنولوجيا خاصة بالنسبة لرؤساء التحرير والتى ستسهم فى الحفاظ على الربحية، مشيراً إلى أن رئيس التحرير يجب أن يحافظ على دوره الحيوى فى أن يكون قدوة للمحررين ورؤساء الأقسام من خلال تمتعه بجميع التقنيات على المستوى الشخصى. من جانبه، قال خالد صلاح، رئيس تحرير جريدة «اليوم السابع»، إنه لابد من أن نتجاوز المفهوم التقليدى للثورة التقنية على أنها مجموعة من أجهزة الكمبيوتر ترص فى صالات التحرير أو أنها نسخ عن الشبكة العنكبوتية، مبيناً ضرورة بناء ما يسمى ب«غرفة الأخبار» التى تشتمل على الأخبار المنوعة لتزويد جميع أقسام الصحيفة بالأخبار، خصوصاً فى ظل الأخبار السريعة التى تتداول بواسطة الهاتف المحمول وأجهزة الكمبيوتر. وفى نهاية الملتقى عقد جاسم الخرافى، رئيس مجلس الأمة الكويتى، لقاء مفتوحاً مع الإعلاميين لفت فيه إلى أن مشكلة المشاكل فى الكويت ليست من مجلس الأمة، أو الحكومة، بل هى فى الإعلام لعدم وجود التوعية الإعلامية. وأكد أن الديمقراطية هى سلاح ذو حدين، فإذا استخدمت بالفائدة فإنها ستجلب الخير وإن استخدمت بسوء تحولت إلى فوضى.