فى خطوة تنذر بتصعيد جديد للتوترات فى العلاقات الأمريكية- السورية، أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أمس، تمديد العقوبات الأمريكية التى تستهدف سوريا لعام واحد، متهماً دمشق بدعم منظمات «إرهابية» والسعى إلى امتلاك صواريخ وأسلحة دمار شامل. وفى رسالة إلى الكونجرس، أكد أوباما أن الحكومة السورية أحرزت «تقدماً» لوقف تسلل المقاتلين الأجانب إلى العراق، لكنه استدرك قائلاً إن سوريا «تواصل دعم منظمات إرهابية، وتسعى إلى امتلاك أسلحة دمار شامل وصواريخ»، وإن تصرفاتها وسياساتها لاتزال تشكل «تهديدا غير مألوف واستثنائياً للأمن القومى والسياسة الخارجية واقتصاد الولاياتالمتحدة». وذكر أوباما فى رسالته أن سوريا لاتزال أيضاً تقوض الجهود الأمريكية والدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار فى العراق وإعادة الإعمار فيه، داعياً سوريا إلى تحقيق «تقدم» فى المجالات التى تبرر العقوبات فى رأى واشنطن، وذلك بهدف ضمان رفعها مستقبلاً. ولا يعد تمديد تلك العقوبات أمراً مفاجئاً، لكنه يأتى فى مرحلة حساسة فى العلاقات الأمريكية - السورية، فاتهامات الولاياتالمتحدة مؤخراً لسوريا بتزويد حزب الله الشيعى اللبنانى بصواريخ «سكود» القادرة على الوصول إلى كل أراضى إسرائيل، وهو ما تنفيه سوريا بشدة، تأتى فى الوقت الذى تأمل فيه دمشق عودة الدفء إلى علاقتها مع واشنطن، حيث يدرس مجلس الشيوخ قرار الرئيس الأمريكى تعيين سفير جديد للولايات المتحدة فى سوريا هو روبرت فورد، ليكون بذلك أول سفير أمريكى فى دمشق منذ 2005. وبدورها، أعطت سوريا مؤخرا موافقتها لإعادة فتح المدرسة الأمريكية فى دمشق التى أغلقت منذ شهور عدة. كانت العلاقات بين واشنطنودمشق شهدت تدهوراً بعد اجتياح الأمريكيين العراق عام 2003 واغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى فى فبراير2005، إلا أن حكومة أوباما تحاول التقارب مع سوريا التى ترى أنها ذات أهمية حاسمة لجهود إحلال السلام فى الشرق الأوسط واستقرار الديمقراطية الناشئة فى العراق المجاورة، لكن بعض النواب الأمريكيين انتهزوا فرصة أزمة «صواريخ سكود» التى أشعلتها إسرائيل، لإبداء ترددهم حيال أى تقارب بين واشنطنودمشق، إلا أن مؤيدى البيت الأبيض فى الكونجرس ردوا على ذلك بالقول إن الولاياتالمتحدة بحاجة لتعامل وثيق أكثر مع سوريا، وذلك حتى تتمكن من معالجة «الاستفزازات» كمسألة الصواريخ. وتعود العقوبات بحق سوريا إلى 11 مايو 2004، حين فرض الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش عقوبات اقتصادية على هذا البلد بحجة أنه «يدعم الإرهاب»، وتشمل العقوبات حظر الصادرات إلى سوريا ومنع التصرف فى بعض ممتلكات الأفراد، بالإضافة إلى حظر هبوط الطائرات السورية فى الأراضى الأمريكية. وتم تمديد هذه العقوبات عام 2007 وتشديدها فى 2008 قبل أن تمدد مجدداً.