بين سراديب «الفاتيكان» الداخلية، وشرفته الخارجية، التى يطل منها البابا، بين الحين والآخر، ملوحا لمريديه، كنوز من الأسرار الدفينة، بعضها مخطوطات من العالم القديم، وبعضها وثائق دينية وأخرى سياسية. دفع كثيرون حياتهم ثمنا لمجرد محاولة سبر أغوار تلك الدولة، المتدثرة داخل قفاز حريرى يخفى أناملها التى تحرك الكثير من مقدرات العالم السياسية. سلطت الفضائح الأخيرة التى نالت من سمعة «الفاتيكان» الأضواء على هذا المعقل الدينى. ورغم كونه عاصمة للتراث الفنى لعمالقة عصر النهضة أمثال مايكل أنجلو ورافييل وغيرهما ممن أتحفوا أركانه بروائعهم، طغى الحديث عن فساد رجال الدين وفضائحهم. ولأن قدسية هذا المكان لم تحل دون وصول الفساد إليه، فقد امتدت فضائحه منذ تمرد طائفة البروتستانت – وتعنى المحتجين - على الكنيسة الكاثوليكية فى القرن ال16 على يد الإصلاحى المسيحى الألمانى مارتن لوثر. وفى حين كان الفساد فى زمن لوثر ماليا وسلطويا، فإن الفضائح الخادشة اليوم جعلت الكثيرين يتساءلون: «ماذا يفعل الشيطان فى الفاتيكان؟».