التمريض هو القلب النابض للطب، والممرضة المؤهلة هى كود النجاح وقاطرة التقدم، وهذا ليس من قبيل المبالغة البلاغية ولكنه حقيقة لا تقبل الشك، وقد وصلتنى رسالة من د. محسن إدوارد، استشارى التخدير بمستشفى إمبابة، تلخص حال التمريض المصرى وكيف يغتاله الروتين، تقول الرسالة: «هناك نقص شديد فى التمريض المؤهل فى مصر ونحن فى المستشفيات الخاصة نستطيع بالكاد أن نكمل الحد الأدنى من التمريض المؤهل، (بحسب شروط الترخيص فى وزارة الصحة)، والحقيقة أننا نستعين بشباب وشابات من الحاصلين على الدبلومات الفنية وندربهم للعمل كمساعدات تمريض والبعض منهم يتفوق فى ممارسة الأعمال التمريضية ويتقنها، بل ويتفوقون علميا وعمليا على التمريض المؤهل، وسؤالى هنا، هل من وسيلة لتقنين هذا العمل؟ فى أحد المستشفيات الخاصة، كان لدى أربع فتيات وشابان أحبوا هذا العمل جدا، وبعد ثلاث سنوات من العمل والتدريب والمحاضرات، أصبحوا من أفضل العناصر التمريضية، منتهى النظافة والشياكة والذكاء والمهارة والثقة. وعلى مدى سنة كاملة بحثنا عن معاهد تمريضية تقبلهم للدراسة فلم نجد، لأن كل معاهد التمريض تقبل خريجى الثانوية العامة ولا تقبل الدبلومات الفنية. وأخيرا وجدنا ثلاثة معاهد خاصة جديدة فى دمنهور وطنطا وبنها، هذه المعاهد أنشأها أساتذة كليات التمريض فى هذه المدن، الدراسة لمدة سنتين وتقبل الدبلومات الفنية. فى دمنهور وطنطا مقرها فى مبانى كلية التمريض فى الجامعة، وفى بنها مقرها كلية التربية النوعية. شجعنا هؤلاء الشباب والتحقوا بمعهد بنها ودعمهم بعض الأطباء ماديا وهم سعداء بالدراسة ونحن نشجعهم على الحصول على شهادة دراسية تقنن مستقبلهم المهنى. لكن الغريب فى الأمر ما هو مكتوب على كارنيهات هذه المعاهد: (جامعة بنها – كلية التربية النوعية بالتعاون مع كلية التمريض – قسم الخدمة العامة)!!! سمك لبن تمر هندى! وسؤالى الآن هل هذه المعاهد ستعطى شهادة معترفاً بها من الجامعة ومن المجلس الأعلى للجامعات؟ وما هى الجهة التى أعطت ترخيصا لهذه المعاهد؟ هل تعترف نقابة التمريض بهذه المعاهد وتقبل خريجيها فى عضويتها؟ هل تعترف وزارة الصحة بهذه المعاهد وتعطى ترخيص مزاولة المهنة؟ أخيرا من خلال ثلاثين عاما من العمل بالطب والمعاناة فى المستشفيات، من سوء الخدمات التمريضية أسوق هذه الملاحظات: 1- تدنى مستوى خريجات مدارس التمريض المتوسطة ومعظمهن لا يصلحن للعمل. وهذه المدارس تحتاج إعادة نظر. فالأطفال فى سن الإعدادية غير قادرات على اختيار المهنة، وغالبا ما يكون اختيار الأهل ومعظم الخريجات لا يعملن بعد التخرج. 2- الحل ليس فى نظام السنوات الخمس بعد الإعدادية. لأنه يسير فى النهج الفاشل نفسه لمدارس السنوات الثلاث. 3- قلة أعداد خريجى وخريجات كليات التمريض العليا – عملة نادرة. 4- الحاجة لمعاهد مفتوحة تقبل جميع المتقدمين من الحاصلين على الثانوية العامة أو الفنية ودون شرط سنة التخرج مثل الجامعة المفتوحة. وتكون الدراسة لمدة سنتين ثم سنة امتياز للتدريب وتحصل على عضوية النقابة وترخيص مزاولة المهنة. 5- الحاجة لتقنين تدريب مساعدات التمريض ومنحهم نوعاً من الترخيص مثلما يحدث فى الولاياتالمتحدة.