عندما يمرض الوطن يصبح الشعر دواء، والشعراء هم الأطباء.. ولكن فى أزمان الزحام، يتوه الشعر والشعراء فى الفوضى ويعلو الهلس.. تنشغل الأضواء والكاميرات والأقلام بالأقزام والغلمان ومن يطاردون بالونات الهواء وأجساد الراقصات. يقولون إن الشعر يزهر فى مدينتى، ولكن مدينتنا نائمة فى قصر السجان، لا يسمع قصيدتها إنسان، لا يحلم بالمستقبل، بالبنيان و.. ورغم إن الكل داق الذل الناس ترد تقول صباح الفل والشمس تشرق ع الجميع وتطل والشمس ليها ع القلوب تأثير تنده علينا وصوتها مزيكة تمسح سواد الليل بأستيكة والناس تصدق أى تلكيكة تملا قلوبها بالفرح وتطير صباح الفل يا صاحب ال«تلكيكة»، يا «عاشق الوطن» وانت بتغنى: سابق خطاوى الزمن والوقت يسرقنى والعمر هو التمن يجرى ويسبقنى عاشق تراب الوطن إمتى ها يعشقنى أنا ابنه ولا لقانى جنب باب جامع؟ لست وحدك أيها الشاعر، فنحن جميعاً فى شوق إلى عشق وطن وها هو صوتك وسوطك: ارفع سيفك واقتل خوفك حارب حتى ملوك الجن ارفض ظلمك واحضن حلمك وامسك قلمك وابرى السن اصرخ ع الأوراق بالفن تسمع كل الدنيا أداءك تبقى ساعتها كسبت رهانك أسامة عبدالصبور شاعر «بقاله سنين، بيغرد وبيصرخ، وبيشرق وبيغرب» صوته عمره ما انحبس، لكن أصابنا من زمن الخرس والطرش عفواً أسامة صوتك أمانة: نفس الوشوش هى الوشوش من ميت سنة متغيروش لسه الوحوش رغم الدموع والسكنة هى الوحوش ما تغركوش الأقنعة حبة رتوش مش مقنعة ماتغمضوش وما تقولوش إن الوجوه المفزعة صبحت خلاص ما يخوفوش «تلكيكة» أسامة بالعامية المصرية، بالوجع والأمل والفرح.. شالت كتير من أقنعة، منهم قناع أنا كنت لابسه، خلانى مكفوف البصر لكن قلعته.. شكراً أسامة، عفواً أسامة، كان نفسى أفرد لك مساحة بس الرياضة والخلاعة وصحة سيدنا الوزير خدت المساحة كلها وسابت لنا تحت السرير. [email protected]