بدأت حملة «افحص كبدك» أمس جولتها بين المحافظات، وقد كتبت أمس عن أهمية المطبوعات التى ستوزعها الحملة كجزء من نشر الوعى الصحى والثقافة الطبية للوقاية والعلاج من أمراض الكبد. من أهم الموضوعات التى تركز عليها حملة افحص كبدك موضوع تليف الكبد، وهى كلمة تتردد على مسامعنا كثيراً وأظن أنه لا توجد عائلة ريفية مصرية لم تكابد هذه الكلمة، ولم تكوَ بنارها، ولذلك سأنقل لكم قبساً من خبرة هؤلاء الأساتذة الكبار الذين يشاركون فى الحملة، لتعميم الفائدة إلى حين طباعة الكتيبات على مستوى قومى. من الممكن جداً أن يبدأ تليف الكبد بلا أعراض واضحة، وربما يشعر المريض بإجهاد أو نزيف من اللثة أو الأنف أو كدمات أو تجمع سائل فى البطن (استسقاء) أو فقدان شهية، ومن الممكن أن يحضر المريض لأول مرة بمضاعفات مثل نزيف الدوالى أو الغيبوبة. تقدم حملة «افحص كبدك» نصائح ذهبية لمرضى تليف الكبد، أولاً: يجب الإقلال من الملح، ثانياً يجب الإكثار من الفواكه والخضروات والبعد عن الأطعمة المحفوظة، الاعتماد على البروتين النباتى وتجنب الدهون وسلق الطعام وشيه بدلاً من التحمير والتسبيك، الابتعاد عن الكحوليات، الحذر من تناول المضادات والمسكنات، لابد أن يعرف مريض الكبد أن مناعته ضعيفة فيحذر الالتهابات الفيروسية الكبدية والأنفلونزا. تنصح حملة «افحص كبدك» مريض الكبد بعدم زيادة الوزن حيث إن تراكم دهون الكبد تتفاقم معه الحالة، مريض تليف الكبد عرضة أكثر من غيره لتغيرات نسبة ومعدلات السكر فينخفض بشكل كبير فى الصيام ويرتفع جداً مع تناول السكريات فيجب الحذر أيضاً، ويجب أن يعرف مريض الكبد أنه عرضة أكثر من غيره لمرض السكر، فلابد من تحاليل دورية ومنتظمة لاكتشاف مرض السكر مبكراً. أما وسائل تشخيص تليف الكبد فكثيرة، منها صورة الدم وإنزيمات الكبد ودلائل الفيروسات، وفحص الموجات فوق الصوتية والفيبروسكان الذى من الممكن أن نعرف من خلاله التنبؤ بالتليف أو قياس درجته أو تشمعه أو صلادته، ومن الممكن أيضاً أخذ عينة من خلال إبرة، وهذه هى طريقة التشخيص المؤكدة التى يسىء فهمها كثير من المرضى. علاج أسباب التليف فى المراحل المبكرة ومنع تعاطى الكحوليات من الممكن أن ينقذ المريض، ونكرر مرة أخرى كلمة «مبكرة»، فالاكتشاف المبكر من الممكن أن يقى المرضى من التليف ومن سرطان الكبد الذى انتشر فى مصر بصورة مرعبة، حتى باتت مصر أشهر وأكبر دولة فى العالم يهاجمها سرطان الكبد فى مرضى فيروس سى الذين يهملون العلاج والفحص. مازال مرض الكبد يمثل أكبر مشكلة صحية تواجه مصر، ومازالت المؤسسة الطبية فى مصر رغم الجهود الخرافية التى تبذل، ينقصها «السيستم» أو النظام الذى يشمل التفاصيل فى كل الجهات المشرفة على العلاج، فلابد أن يتوحد بروتوكول العلاج فى الجامعات ووزارة الصحة والتأمين الصحى، حتى لا يتوه مريض الكبد، وحتى نستقبل اليوم الذى نحلم به جميعاً، مصر خالية من فيروس سى».