أوضح الدكتور يحيى القزاز، أستاذ الجيولوجيا المساعد بكلية العلوم جامعة حلوان، أن هناك العديد من الأماكن التى تعرضت للبراكين فى مصر منذ ملايين السنين، لكنها أصبحت حالياً مناطق براكين خاملة. وقال القزاز ل«المصرى اليوم» إن الحزام البركانى فى مصر يتمثل فى البراكين التى تحدث فى أعماق البحر الأحمر، مشيراً إلى أنها براكين انسيابية تسمى براكين الأخاديد العميقة، وتكوّن ما يشبه «عرف الجبل» ولا ترتفع لأعلى، وهى تنتج عن الاتساع المستمر للبحر الأحمر، والذى سيؤدى فيما بعد إلى أن يصبح البحر الأحمر محيطا. وأضاف أن النوع الثانى من البراكين التى تعرضت لها مصر هى البراكين التى صاحبت انفتاح الأخاديد مثل البركان الذى صاحب فتح خليج السويس منذ 23 مليون سنة، ونتج عنه صخور البازلت الموجودة شرق القاهرة على طريق مصر السويس، وأيضا الطفوح الموجودة فى «أبوزعبل». وتابع: أما النوع الثالث فهو نوع من البراكين يسمى براكين «الحارات» مثل الموجودة فى منطقة الحارات بالسعودية وعمرها 8 ملايين سنة فقط، وتشبه براكين المعقدات الحلقية فى مصر، التى جاءت نتيجة نقاط ساخنة «hotspot» حدث بها انفجار، وهى حلقات متناثرة فى مصر على شكل تراكيب حلقية فى الصحراء الشرقية وعمرها 90 مليون سنة. وأوضح أن أكثر البراكين خطورة فى العالم هى البراكين التى كونت جزر اليابان لأنها تنتج عن تصادم لوح قشرة محيط مع لوح قشرة محيط آخر، أو عن تصادم لوح قشرة محيط مع لوح قشرة قارية، مشيرا إلى أن ما حدث فى بركان أيسلندا لم يكن متوقعا، لأنه من المفروض أن يكون بركانا انسيابيا، ولا يرتفع لهذه الدرجة. وقال القزاز إن الخطورة الأكبر على مصر هى الزلازل وليست البراكين، لأن الزلازل فى مصر مازالت تحدث فى العمق بعكس المتوقع لها، مشيرا إلى أنها من المفترض أن تحدث على أطراف الحافة الشرقية أو الحافة الشمالية، منوها بأنه طبقا للدراسات الجيولوجية فإن حزام الزلازل الذى تتأثر به مصر يأتى من أطرافها بسبب الحركة الجيولوجية التى ستحول البحر الأحمر لمحيط، وتحول البحر المتوسط إلى يابسة بعد ملايين السنين. وطالب القزاز بضرورة الدراسة الجادة للزلازل فى مصر، خاصة فى المناطق النشطة زلزاليا، وهى خليج العقبة.