عشية الاحتفالات بالذكرى ال62 لإعلان قيام دولة إسرائيل، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن الولاياتالمتحدة لن «تتردد» فى حماية إسرائيل، وأكدت أن دعم بلادها للدولة العبرية «لن يضعف»، وذلك على الرغم من التوترات الراهنة بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بسبب استمرار الاستيطان الإسرائيلى فى القدسالمحتلة. وأضافت هيلارى «لدى التزام شخصى عميق تجاه إسرائيل.. وكذلك يفعل أوباما». واعتبرت أن ذكرى قيام الدولة العبرية تمثل «فرصة للاحتفال بكل ما حققته إسرائيل ولإعادة التأكيد على الروابط التى توحد أمتينا، ألا وهى شراكتنا الاستراتيجية وتطلعاتنا المشتركة». وأضافت أن إدارة أوباما «تعتقد أنه من الضرورى التوصل إلى سلام شامل فى الشرق الأوسط يضمن للإسرائيليين والفلسطينيين وكل شعوب المنطقة الأمن والازدهار». فيما حذر الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز من أن إيران تمثل خطرًا على العالم المتحضر بأكمله وليس على إسرائيل فقط، وقال: «مازال هناك من يرغبون فى إبادتنا.. وعلى رأسهم النظام الاستبدادى الإيرانى». وأضاف بيريز خلال الاحتفال: «لا نستطيع فى أى حال من الأحوال التقليل من هذه التهديدات، كما يجب ألا يقلل أعداؤنا من مستوى قدراتنا. إن أى تهديد لأمن الشعب اليهودى يحمل فى طياته أيضا خطراً على العالم المتحضر بأكمله وعلى قيمه.. وسنقف بحزم إلى أن يرى العالم المتنور هذا الخطر الوشيك». جاء ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك عدم وجود مبرر لنشوب حرب فى المنطقة الصيف المقبل، مؤكدا أن إسرائيل لا تنوى شن أى هجوم فى الشمال. وجاء رد باراك على تصريحات للعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى لصحيفة «شيكاجو تريبيون» الأمريكية، التى قال فيها إن حربا قد تنشب فى المنطقة الصيف المقبل إذا لم تشهد عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية أى تحرك. وأوضح باراك إن «إسرائيل تمتلك ما يكفى من القوة والثقة بالذات للتوصل إلى تسوية تعتمد على مبدأ الدولتين، وإذا اتضح أن التوصل إلى مثل هذه التسوية أصبح غير ممكن فليعلم الجميع أن المسؤولية عن ذلك تقع على عاتق الطرف الآخر». وأضاف أن التوتر فى العلاقات مع الولاياتالمتحدة ليس من مصلحة إسرائيل، داعيا إلى تغيير هذا الوضع بصورة جذرية من خلال إطلاق مبادرة سياسية إسرائيلية تتعامل مع جميع القضايا الجوهرية للنزاع فى المنطقة. وأكد أن فرض تسوية على الأطراف ليس هو الطريق الصحيح لتحقيق النتائج فى الشرق الأوسط. كما اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلى إيران «فى هذه المرحلة لا تشكل تهديدا لوجود دولة إسرائيل»، وأوضح أنه فى حال امتلاكها السلاح النووى فإنها ستفتح المجال لسباق التسلح النووى فى منطقة الشرق الأوسط. وطالب باراك بمنع إيران من امتلاك السلاح النووى. وقال: «هذا هو الوقت المناسب لفرض عقوبات شاملة على طهران وإعطاء الفرصة للموقف الأمريكى لوقف المشروع النووى الإيرانى». وفى غضون ذلك، كشف رئيس المجلس التشريعى الفلسطينى عزيز الدويك، أن جيش الاحتلال الإسرائيلى شرع فى تطبيق قرار التهجير، الذى كشفت عنه صحف عبرية الأسبوع الماضى بإبعاد 200 فلسطينى من الضفة الغربية إلى قطاع غزة. وأوضح الدويك أن الاحتلال الإسرائيلى أبعد 200 فلسطينى على مدار الأسبوع الماضى من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، واصفا الإبعاد بأنه «جريمة نكراء ونكبة جديدة تعصف بالشعب الفلسطينى». وفى الوقت نفسه، نفى رئيس دائرة شؤون المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات علمه بما تردد عن قرب موعد تسلم السلطة الفلسطينية إدارة بلدة أبوديس فى مدينة القدس من إسرائيل وكانت مصادر إسرائيلية أوردت فى وقت سابق أن السلطة الفلسطينية تستعد لتسلم إدارة بلدة أبوديس من إسرائيل. من ناحية أخرى، اعتبرت حركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح» أن نموذج حركة «حماس» بالحكم فى قطاع غزة هو الأسوأ فى التاريخ السياسى للشعب الفلسطينى. وقالت إن «حماس أفقرت الناس، ونهبت المؤسسات، وسرقت البنوك، وفرضت الضرائب المخالفة للقانون، وقسمت أرض الوطن، وقمعت بالعنف تقاليد المجتمع، وانتهكت الحريات العامة والخاصة، واستباحت المحرمات، وجعلت من المقاومة مجرد شعار، وقذائف كلام عبر شاشات الفضائيات».