من باليرمو 1990 إلى القاهرة 2010، حيث كان من المقرر أن يعقد مؤتمر «المعرفة» اليوم قبل إرجائه بسبب أزمة الملاحة الجوية، محاولات كثيرة خاضها شمال وجنوب حوض البحر الأبيض المتوسط، لإنجاح الشراكة بين الضفتين، عبر قنوات وجسور سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية. خرجت النواة الأولى ل«كوبيام» من رحم مدينة باليرمو الإيطالية، التى استضافت أول مؤتمر للتليفزيونات الأفريقية- الأوروبية عام 1990، عندما وضعت المبادئ الأساسية ل«كوبيام». لكن مؤتمر باليرمو التالى عام 1994 دشن الإعلان الرسمى عن «كوبيام»، باعتباره «جمعية دولية للمهنيين»، تضم العاملين فى القطاعات الإعلامية المختلفة، سمعية وبصرية، من هيئات حكومية وغير حكومية. وفى 1995، جاءت عملية برشلونة لتعزز العلاقات بين أعضاء «كوبيام»، الذى شهدت القاهرة فى العام التالى 1996 التوقيع على نظامه التأسيسى. والمفارقة أن عام 2010 الذى كان يمثل الموعد الأقصى الذى وضعته «عملية برشلونة» الأورو- متوسطية لإقامة منطقة تجارة حرة، فضلا عن اعتماد اتفاقيات شراكة بين شمال وجنوب المتوسط، هو العام ذاته الذى تستضيف فيه القاهرة أحد المؤتمرات المنبثقة عن «كوبيام» تحت عنوان «المعرفة»، دون أن يلوح فى الأفق أى مؤشرات على إنجاح هذا التوجه الأوروبى، فى ظل محاولاته إقحام إسرائيل كإحدى دول المتوسط، رغم استمرار الصراع فى الشرق الأوسط. ولتعقد المشهد السياسى، لفظت عملية برشلونة أنفاسها الأخيرة قبل سنوات، تماما كما أعلنت وفاة الاتحاد من أجل المتوسط، الذى دعا إليه الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى عام 2008، رغم كل محاولات فرنسا إحياءه عبر تفعيل التعاون الإعلامى والفنى بين دول المتوسط. وتختلف النظرة حيال التعاون بين دول المتوسط على نطاق واسع، ففى حين يرى البعض أنه يكبل إسرائيل ويضعها أمام التزامات دولية، تذهب نظرية أخرى إلى أن عمليات التعاون هذه تثبت الأمر الواقع وتفرض وجود إسرائيل على الدول العربية المتعاونة معها، رغم استمرار احتلالها للأراضى الفلسطينية والسورية واللبنانية.
