ليست كاميراً خفية ولا مقلباً المقصود منه السخرية أو معاكسة البنات.. فعلاً هو ميكروباص يقف فى طريق كورنيش المعادى، وتحديداً بين منطقتى كوبرى العاشر وكوبرى المعادى، وعليه لافتة مكتوب عليها «اركب هنا مجاناً.. خدمة مجانية لعبور المشاة منعاً لحوادث الطريق»، حكاية هذا الميكروباص الذى يثير دهشة كل المارة هناك بدأت بفكرة طرأت فى ذهن شخص -طلب عدم ذكر اسمه- وهو يبحث عن طريقة للحد من الحوادث التى يتعرض لها المشاة يومياً، أثناء عبور طريق الكورنيش، فالنساء والأطفال وكبار السن الذين يفشلون فى عبور الطريق السريع كانوا الهدف الذى أنشئ من أجله هذا المشروع الخيرى. قال صاحب المشروع: ارتفاع نسبة الحوادث، خاصة على الكورنيش، أثناء عبور المشاة الطريق، جعلنى أفكر فى هذا المشروع الذى بدأته بميكروباص واحد ثم أصبح ثلاثة، وخلال فترة قريبة سيضم المشروع 4 ميكروباصات، يعمل عليها ستة سائقين يومياً بالتناوب من السابعة صباحاً وحتى الحادية عشرة مساء، فى جميع أيام الأسبوع حتى أيام العطلات الأسبوعية. أكد صاحب المشروع أن ركوب سياراته بالمجان وأنه يراقب السائقين بنفسه ليتأكد من عدم استخدامها فى أغراض تجارية، وقال: أفكر حالياً فى إخلاء مسؤوليتى من متابعة المشروع وإسناده لإحدى الجمعيات الأهلية، والاكتفاء بتمويله. وطالب صاحب المشروع محافظة حلوان بعمل سور حديدى بين نهرى الطريق لمنع المشاة من العبور أو السماح له بعمله منعاً للحوادث، وقال: الحقيقة الحى كان متعاوناً معنا ويكفى أنه سمح لنا بتعليق اللافتات لتوجيه الناس بالركوب فى «ميكروباصات عبور المشاة»، لكننى أطالب رجال المرور بتسهيل عملنا ومعاملة سياراتنا كسيارات إسعاف هدفها الإنقاذ. عماد يوسف، أحد السائقين فى المشروع قال: أعجبت بهذا المشروع لأنه خيرى ولكن تواجهنى مشاكل المرور أثناء العمل حيث تلزمنى قواعد المرور بأن أصل إلى كوبرى العاشر لأسلك الطريق العكسى، وذلك يستغرق ربع ساعة مما يعطل عابرى الطريق، ولذا يضطر بعضهم إلى النزول والعبور بأنفسهم حتى لا يتأخروا. وأوضح مبروك رجب «سائق» أنه ترك عمله كسائق تاكسى أبيض للعمل فى هذا المشروع الخيرى، وقال: يكفى دعاء الركاب لى طوال اليوم، ورغم الصعوبات التى واجهتها فى البداية كاعتقاد البنات بأننى أعاكسهن، فإن معظم المارة عرفوا المشروع وبدأوا يستخدمون سياراته. أما صفاء سرور، التى تعمل فى إحدى الشركات على كورنيش المعادى، فحكت تجربتها قائلة: أول مرة أشاهد سيارة المشروع شككت فى صحة المكتوب عليها، ولكن عندما وجدت الكثير من الفتيات يركبن، ركبت معهن وأصبحت الآن أنتظر هذه السيارات لعبور الشارع، وأستغرب ممن يمرون بأنفسهم: «ليه تعدى وتتعرض للخطر لما ممكن تلاقى حد يعديك مجاناً وإنت قاعد مستريح». اركب مجاناً فى ميكروباصات المعادى... ولو دفعت مليم هتقطع عيش السواق. ميكروباص اركب مجاناً يحتاج لثقة المصريين!