جيرتهم مع موظفى الشهر العقارى كانت سبباً فى فتح بيوتهم وأكشاكهم، أما جيرتهم مع جراج مجلس الوزراء فكانت سبباً فى إغلاق هذه البيوت وتدمير أكل عيشهم بقرار صادر من الحى بإزالة 14 كشكا فى العقار رقم 16 الشهير بعمارة العرايس. قرار الإزالة الصادر من الحى أنهى أحلامهم التى بنوها فى المكان منذ 20 عاماً هى عمرهم فيه، ففى فناء العقار اعتاد أصحاب الأكشاك العمل على خدمة موظفى الشهر العقارى، بتصوير المستندات وبيع الأوراق والدمغات وغيرها، وأكد فوزى بسيونى رئيس اتحاد ملاك العقار أن الجراج سبب قرار الإزالة وقال: شكا مسؤولو جراج مجلس الوزراء من سوء حالة شبكة الصرف الصحى وتأثيرها على الجراج وأكدوا أن إصلاح شبكة الصرف يتطلب إزالة الأكشاك، رغم أن هذه الأكشاك أقيمت لخدمة الشهر العقارى ولا تحتوى على صرف أو مياه أساساً، حيث لا تحتاج لوجود هذه المرافق. وهيبة السيد صاحبة أحد هذه الأكشاك، ترى فى القرار الغاشم، حسب وصفها، ضياعاً لمستقبلها وأطفالها الأيتام الثلاثة، وتقول: «بعد 12 سنة.. طب أعمل إيه دلوقتى.. عاوزين يرمونا طب لو إحنا وضعنا «غلط» سابونا كل ده ليه لسه فاكرين دلوقتى القانون بيقول إيه.. يرضى مين ده.. بقى علشان عربياتهم نموت إحنا وعيالنا من الجوع». لا ترى وهيبة سبباً منطقياً لهذا القرار الذى تحجج بعدم وجود ترخيص: «إحنا جينا نرخص من زمان قالولنا انتم مالكوش ترخيص لأنكم داخل حرم العقار إنتم مش فى الشارع.. اشمعنى دلوقتى بيقولولنا ترخيص». ورغم أن قرار الإزالة تحجج بعدم حصولهم على ترخيص لتلك الأكشاك فإن أم محمد صاحبة كافيتريا فى المكان نفسه رخصت للكشك الذى تملكه، وقالت: «أنا أقدم واحدة هنا وبقالى 20 سنة ومرخصة و«الله»، ماعرفش أعمل إيه لو أزالوه لا فيه بديل ولا أنا أعرف أعمل حاجة تانية بعد ما كبرت كده». اللواء أحمد عبدالفتاح رئيس حى السيدة زينب أكد أن السبب الأول لصدور قرار الإزالة هو عدم حصولهم على ترخيص وقال: هذه الأكشاك مبنية بمواد بنائية مختلفة مثل الطوب والأسمنت وبالتالى كان لابد لها من الحصول على ترخيص كما أن الفراغ المقام فيه هذه الأكشاك منور عام ومنفعة عامة لا يجوز البناء به ووفقاً للمادة 60 للقانون الموحد للبناء 119 لسنة 2008 يتعذر على الحى ترخيص نشاط تتحتم إزالته. وفيما يخص علاقة جراج مجلس الوزراء بالقرار قال: الجراج هو أحد شاغلى العقار ويتضرر المسؤولون عنه من تهالك شبكة الصرف الداخلية لكن السبب الرئيسى هو خطورة تهالك شبكة الصرف على العقار بأكمله وليس الجراج فقط، وأضاف: هذه الأكشاك عشوائية وتسببت فى نشوب حرائق أكثر من مرة بالعقار ونحن ندرس الآن مع المحافظة إمكانية توفير بديل لهذه الأكشاك.
