استهجنت «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) فتوى «مجمع البحوث الإسلامية» في «الأزهر الشريف» بشأن مشروعية بناء الحكومة المصرية ل«الجدار الفولاذي» على حدودها مع «قطاع غزة». وقالت الحركة، في بيان صحفي لها اليوم : «كان من الأحرى بمؤسسات الأزهر تجريم الحصار، وتحريم إغلاق المعابر، وتحريض الأمة وزعمائها على كسر الحصار بفتح معبر رفح أولا، نجدة لإخوانهم في غزة، ونصرة للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، لا إصدار الفتاوى التي تشرع لبناء جدار فولاذية، أو غيرها مما يخنق الفلسطينيين المدافعين عن الأرض والعرض والمقدسات». وأضافت: «نذكر علماءنا الأفاضل في الأزهر بأن فلسطين أرض إسلامية محتلة، وأن المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين، يتعرض للتدنيس والتهويد والهدم». واستطردت: «نؤكد لعلماء الأزهر، ولمصر العروبة، ولأبناء أمتنا العربية والإسلامية، أن غزة وأهلها جزء أصيل من هذه الأمة، وأنهم يدافعون عن مصر كما يدافعون عن القدس، وبأن مصر كانت وما زالت تمثل العمق الاستراتيجي لفلسطين والمقاومة التي توجه سلاحها لصدر الاحتلال الصهيوني». من ناحية أخرى شن الدكتور عبد المعطى بيومى، عضو المجمع، هجوما عنيفا على الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس «الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين» علي خلفية البيان الذي أصدره وأعلن فيه رفضه الشديد لشروع السلطات المصرية في بناء «جدار فولاذي يخنق غزة»، ووصف ذلك ب«العمل الشنيع» و«المحرم شرعا»، ودعا السلطات إلى «وقف هذا المشروع الخطير، والنأي بنفسها عن هذا الدور غير اللائق بها». وقال بيومى ل«المصري اليوم»: كلام الشيخ القرضاوي عبارة عن بيان سياسي غير متوازن، لأن الفتوى الشرعية، لابد أن تكون متوازنة، تراعى جميع أطراف الواقع الذي يفتى فيه، ودعوته إلى وقف بناء الجدار حتى يدخل الداخلون إلى البيت المصري، دون أن نعرفهم، يتعارض مع قول المولى عز وجل «وآتوا البيوت من أبوابها»، وقوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا» أي تستأذنوا. وتساءل بيومى: لماذا لم يعارض القرضاوي والاتحاد الذي يرأسه انطلاق القوات الأمريكية من الأراضي القطرية لضرب العراق وأفغانستان؟ وهل يقبل أن يستبيح بيت أصدقاؤه؟ وإذا رفض فهل يقبل باستباحة وطن بأكمله؟ يذكر أن الدكتور يوسف القرضاوى عضو في «مجمع البحوث الإسلامية» إلا انه لم يحضر جلسة المجمع الأخيرة التي أعقبها إصدار البيان الرسمي بمشروعية بناء "الجدار الفولاذي" وهو ما برره الدكتور عبدالمعطى بيومى بأن «هذه العضوية شرفية».
