تصدَّى الفلسطينيون وحرَّاس المسجد الأقصى المبارك، خاصة النساء، أمس، لمحاولة مجموعاتٍ من المتطرِّفين اليهود اقتحام ساحات المسجد الأقصى وإدخال ماشية من أجل ذبحها هناك ك«قرابين» بمناسبة «عيد الفصح» اليهودى. ونقل المركز الفلسطينى للإعلام عن مسؤولين فلسطينيين فى القدس قولهم إن «ثبات الفلسطينيين خاصة المرابطات من النساء وصمودهم لحماية المسجد من الانتهاكات، دفع شرطة الاحتلال الإسرائيلى إلى منع قطعان المتطرِّفين من إدخال الماشية فى المسجد لحمايتهم». وحولت قوات الاحتلال القدسالمحتلة إلى ثكنة عسكرية مع بدء الاحتفالات بعيد الفصح، أمس الأول، والتى تستمر حتى 5 أبريل. وأعلنت عن حالة تأهُّب فى محيط المسجد الأقصى، ونشرت المئات من أفرادها، ومنعت الفلسطينيين من سكان القدس ممن تقل أعمارهم عن 50 عامًا من دخول المسجد فى إطار إجراءات أمنية لمنع الأوضاع من التفجر مع إعلان مجموعات يهودية متطرفة نيتها ذبح قرابين الفصح فى باحة أولى القبلتين. وأضاف المسؤولون الفلسطينيون أن ساحات ثالث الحرمين ومصلياته بدت شبه خالية من المُصلين الرجال، وتم تعويض ذلك من خلال الحضور الملحوظ للنساء من مدينة القدسالمحتلة وأراضى عام 1948، واعتصمت مجموعات من النساء قرب بوابة المغاربة، ورابطن فى المنطقة القريبة من مسجد المتحف الإسلامى، والذى يدخل منه أفراد الجماعات اليهودية لدى اقتحام المسجد الأقصى عادة. ومع انطلاق الاحتفالات بعيد الفصح، بدأت حركات دينية وسياسية إسرائيلية حملة دعائية ضخمة للدعوة لهدم المسجد الأقصى، وبناء هيكل سليمان محله. وأكد نشطاء فى تلك الحركات أن ملصقات الحملة رسالة موجهة للرئيس الأمريكى باراك أوباما، والشعوب العربية، مفادها أن الشعب الإسرائيلى يصلى 3 مرات يوميا لهدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل محله. أبرز تلك الحركات «أرض إسرائيل ملكنا» بزعامة الحاخام «دوف والفا»، والحاخام والناشط السياسى «باروخ مارزيل» والتى بدأت حملة إعلانية ضخمة، استأجرت خلالها حق الدعاية بواسطة 200 حافلة نقل جماعى فى إسرائيل، وعلقت عليها ملصقات خارجية تصور هيكل سليمان مشيدا فى ساحة الحرم الشريف بدلا من المسجد الأقصى. وأشار موقع «والاه» الإخبارى الإسرائيلى إلى أن الحركة اليمينية المتطرفة تبدأ حملتها فى ظل مخاوف الفلسطينيين من استعدادات يقوم بها المتطرفون اليهود لبناء الهيكل، خاصة بعد افتتاح كنيس الخراب فى القدسالشرقية. ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية صورا لحافلات شركة «إيجد» التى تتولى مهمة النقل الجماعى فى إسرائيل، وهى تجوب الشوارع، بينما تغطى جدرانها ملصقات ضخمة، عبارة عن صورة متخيلة لهيكل سليمان مشيداً بدلاً من المسجد الأقصى، ومكتوب على يمينها بخط مقروء، دعاء دينى يهودى: «فليبن الهيكل، سريعا، فى حياتنا». وأشار مسؤولون فى حركة «أرض إسرائيل ملكنا» إلى أن الحركة حرصت على استئجار معظم خطوط شركة «إيجد» المتوجهة إلى القدسالشرقية، ليتمكن الفلسطينيون من مشاهدة الملصقات.